المتَّهمُ بممارسةِ الإرهابِ الممنهج ضدّ السجناء السياسيين؛ لا يمكن أن يكون رأس حربةٍ صالحةٍ لمواجهةِ أيّ إرهابٍ، وكيف إذا كان إرهاباً تكفيريّاً ترعى الدّولةُ أُسسَه وأساسَه، وتنهضُ بمناهجِه ورجالِه؟!
محمد بن نايف لن ينجحَ في هذه المهمةِ، وهو يعلمُ، في داخلِه، بأنّ هذه المهمّة لن تصلَ إلى غايتها، ولكنّه يجلسُ الآن على كرسي إدارةِ الأزماتِ، رغبةً في البحثِ عن طريقِ تُسعفه على الخروجِ من أزمةِ الحلقة المتضايقة التي تُحيط به من كلّ اتّجاه، وتُفْرُغه من كلّ الأحلام الملكيّة.
ابن نايف لا يريدُ أن يصلَ اليوم الذي يجلسُ فيه وحيداً أو بصحبةِ المقرّبين منه، ليبكيَ حسرةً أو قلّةَ حيلةٍ كما حصلَ لمقرن حين أُزيح مُجبَرا عن ولاية العهد. هذا أمرٌ لا يمكن أن يقبلَ به الرّجلُ الذي تتفجُّر عيونه غضباً مكبوتاً… إلا أنّ اللّعبةَ المرسومة قد تأتي بما لا يُتوقَّعُ، وقد تنزلُ الضّربةُ القاضيةُ من حيث لا يدري…