مقدمة المسائية | من غير المتوقَّع أن تضع طهران نفسَها طويلاً في وضْعيّةِ الإستجداء

من جديدٍ تمدّ إيرانُ يدّها إلى الخليج.

طهران التي تنتظر – بعد الاتفاق النووي – سجّاداً أحمرَ من نسيجها في الخليج؛ لا تفكّرُ بالاستقواءِ على جيرانها، ولكنّها من غير المتوقَّع أن تضعَ نفسَها طويلاً في وضْعيّةِ الاستجداء.

الحوارُ مع الخليج، بالنسبةِ للإيرانيين، ليس رغبةً في تحسين الصّورةِ، ولا في إحرازِ موْقع أو نفوذٍ في المساحةِ الإستراتيجيّة المضطربة في هذه المنطقة من الإقليم السّاخن. ما تريده طهران هو أن تشرح للخليجيين خياراتِها وسياساتِها وإستراتيجيّاتِها في ظلّ تهديداتِ الإرهاب التكفيريّ، والمخطّطِ المكشوفِ الذي يتورّط فيه الخليجيّون، من حيث يدرون ولا يدرون..

الإيرانيّون الذين صبروا سنيناً حتى قطفوا الاتفاق النّووي، لا يُنتظرُ منهم أن يخرجوا عن طورهم الذي جسّده جواد ظريف في ظلِّ المواقفِ الحادة التي تنهال عليهم من بؤرٍ خليجيّة عديدة بهدف إرغامهم على الدّخول في المعتركِ الطائفيّ الذي تراه طهران خطّا أحمرَ، ولن تسقط فيه…

مطلوبٌ من الإيرانيين الكثير من الصّبر، ومطلوبٌ من الخليجيين ما هو أكثر من الصّبر. طهران عليها أن تخطو خطواتٍ جديدةً باتّجاه الخليج، ليس لطمأنتهم، بل لكي يعرفوا إيران الجديدة.. أما دول الخليج فعليها أن تتعلّم دروسَ التاريخ والجغرافيا التي أتى بها اتفاقُ الرابع عشر من يوليو في فيينا.