حين يفقد المكرُ الأسودُ حيلتَه القصوى؛ فإنّه يبحثُ له عن طريقٍ أخرى، يُمرِّرُ من خلالها التواطوءَ على الشِّرِ المتطاير، والهروبَ من تحمُّل المسؤوليّة الكبرى.
توجيهُ القبضةِ الأمنيّة ناحية اللّجانِ الأهليّة هو التفافٌ مكشوفٌ من نظامٍ عجوزٍ وعاجزٍ.. نظامٌ تخلّى عن دورهِ منذ أمدٍ طويلٍ، وتحوَّلَ إلى فزّاعةٍ لإرعابِ المواطنين وإرهاب النشطاء والمعارضين. إلا أنّ الفزّاعةَ لم تكن في أيّ يومٍ إلا هيكلاً جافاً من العِصيّ التي يظنّ حاملوها أنّها قادرةٌ على تشتيت الأنظارِ وإدخال اليأس في المناضلين السّلميين… ولكنّها تظلّ مثل أيّ فزّاعةٍ فارغةٍ لا معنى لها ولا محتوى غير التخويفِ والتّشبيح…
أمّا شهداءُ حماةِ الصّلاةِ.. فإنّ أرواحَهم تُطِلُّ اليوم أقوى من أيّ وقتٍ مضى.. تُطلُّ أرواحُهم وهي تواسي معتقلي اللجان.. وتؤكّد لهم أنّ الدّفاع عن الأهالي والمقدَّسات عملٌ لا يليق إلاّ بالمواطنين الصّالحين.. وأنّ الأيادي التي تمتد إليهم بالعُصيّ والسّجن والتفجير.. هي أيادٍ غريبةٌ عن الوطن.. وملطّخةٌ بالعار والإرهاب…