حليف سعودي جديد بعد معادلة التخلي الأمريكي عن الخليج

السعودية / نبأ – الأنظارُ التي تتوجّه إلى واشنطن لمتابعة زيارة الملك سلمان إليها، إلا أن الاضطرابات التي عمّت منطقة الشرق الأوسط، منذ العام ألفين وأحد عشر، فرضت ضغوطا على العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، كما تقول صحيفة “ناشونال إنتيريست” الأمريكية.

تزعم الصحيفة أنّ تصدُّع العلاقات بين البلدين، دفع الرياض إلى الخروج من التفكير التقليدي الذي جعلها حبيسة الاعتماد المطلق على واشنطن، باعتبارها حليفا إستراتيجيا وشريكا تجارياً. هذا التفكير فتحَ أعين السعوديين على الصّين، البلد الشّيوعي الذي طالما نظر إليه آل سعود باعتبارها عدوّاً أيديولوجيا ينبغي الصدّ عنه.

بحسب الصحيفة الأميركية فإنه “لا يمكن للصين مجاراة السجل الحافل للولايات المتحدة، وإسقاطها كقوة عسكرية في الشرق الأوسط، ومع ذلك، فإن هناك اتفاقاً واسع النطاق بين السعوديين” على أنه من المهم الحفاظ على جميع الخيارات مفتوحة، وتعزيز العلاقات مع العديد من القوى الإقليمية والعالمية، وبينها الصين التي بدأت تشعر باهتزاز الأزمة الاقتصاديّة، وكأنّ هناك مؤامرةً وُجِّهت إليها.

ومن المعروف أن السعودية تُعدّ أكبر مورد للصين من النفط الخام. وبما أن النفط الصخري في الولايات المتحدة أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي، وانخفاض الطلب على الواردات السعودية، فقد بدت السوق الآسيوية أكثر جاذبية، وفي حين واصلت الولايات المتحدة بكونها سوقاً مهمة للخام السعودي، إلا أن الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول آسيوية أخرى، تمثل ما يقرب من 70% من صادرات النفط الخام السعودية.

العلاقات بين السعودية والصين تجاوزت التجارة في النفط الخام، فهي تشمل الاستثمارات السعودية الكبيرة في المصافي الصينية، والشركات الصينية المساعدة في تطوير معامل التكرير الخاصة، وحقول الغاز الطبيعي في السعودية”.

وتفيد الصحيفة بأن “تنامي العلاقات بين السعودية والصين لا يخضع لقيود أو شروط، على عكس الولايات المتحدة التي تصدر تقارير دورية سنوية، في حين تجنب المسؤولون الصينيون انتقاد السياسة الداخلية أو الخارجية السعودية”.

ومع حاجة السعودية المتزايدة للسلاح؛ ارتأت المملكة أن تنوع من مصادرها في استيراد الأسلحة، مما دفعها إلى التقليل من اعتمادها على الولايات المتحدة، فكان الصينيون سعداء لتلبية احتياجات السعوديين في هذا المجال أيضاً، وفقاً للصحيفة.