لن ينفعَ الصّراخُ، ولا المساومة على الجِراح.
الحلّ كما يقول العقلاءُ هو في الانسحابِ من اليمن، والنّزول السّريع من الشّجرةِ، قبل أن تحترقَ الأغصانُ كلّها، فلا مفرّ يومئذ من النّيران.
اليمنيّون لا يريدون أكثرَ من أنْ تصْمُت مدافعَ الموت.. ويكفّ الطيرانُ الحربيّ عن التحليق فوق سماءِ المُدن اليمنيّة وإلقاء المذابح فوق رؤوسِ المدنيين من الأطفالِ والنّساء..
وحينما يصرّ شيوخُ الخليج على سياسةِ الغدْر والسّفكِ.. ويتم اللّجوءُ إلى سياسةِ الجاهليةِ الأولى وتأجيجِ القبائلِ والاحتماءِ بالفزْعةِ الطائفيّة.. فإنّ اليمنيين، أيضاً، لن يكونوا “كالتي نقضتْ غزلها من بعدِ قوةٍ أنكاثاً”، ولن يُعْطوا خدّهم الأيسرَ إلى الغزاة، ولن يُسلّموا الوطنَ إلى الهيمنةِ والتّلاعبِ من جديد.. ويجري هذا الموقفُ محكومٌ التّصعيد والتّصاعد.. وكما تقولُ الحكمة اليمنيّة الشّعبيّة “السّيْلُ إذا ابْطِي كَبَرْ”… وإنّ غدا لناظره قريب…