سوريا / وكالات – کشف نائب وزیر الخارجیة السوري فیصل مقداد عن اتصالات تجری بین الحکومة السوریة ودول أوروبیة ستعید فتح سفاراتها في دمشق، وطالب السعودیة بأن توقف تمویل الجماعات الإرهابیة التي تحارب سوریا، محذراً من أن انتشار الإرهاب في سوریا سیؤدی إلی انتشاره وتمدده إلی خارجها.
وأکد المقداد في حدیث لوکالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن هناك ضغوطاً تمارس من قبل دول مثل السعودیة والولایات المتحدة الأمیرکیة علی بعض الدول الأخری التي ترید العودة إلی دمشق، وقال: "توجد اتصالات مع الکثیر من الدول الأوروبیة في مجالات معینة واعتقد أن فتح سفاراتهم في دمشق لن یتأخر کثیراً، ربما یأخذ بعض الوقت لکن لیس کثیراً".
وأضاف: "هناك دول أخری قررت إعادة فتح سفاراتها لاعتبارات کثیرة ومن هؤلاء الأخوة في تونس، ونأمل أن یصل فریق السفارة التونسیة قریباً، کاشفاً عن أن السلطات التونسیة أرسلت طلباً إلی الحکومة السوریة للموافقة علی إیفاد قنصل عام، وقال: لقد "وافقنا علی ذلك، وأتوقع وصوله في أي لحظة".
وأکد المقداد أن هناك جهوداً تبذل من بعض الدول الأخری لإعادة فتح سفارتها في دمشق، إلا أنه رفض الکشف عنها "حتی لا تمارس ضغوط علی هذه الدول فتوقف الجهد باتجاه فتح سفاراتها".
وعما یحکی عن احتمال وصول وفود أمیرکیة وغربیة أخری إلی سوریا، قال المقداد: إن "الکثیر من الدول التي أغلقت سفاراتها فی دمشق، لم تقدم علی ذلك في إطار قطع العلاقات الدبلوماسیة مع سوریا، وإنما تذرعت هذه الدول بالوضع الأمني. وما زال الکثیر منهم یقولون حتی الآن إنه عندما تعود الظروف الأمنیة إلی طبیعتها سنعود. لذلك أعتقد أن بعض الدول الأوروبیة ودول أخری غیر أوروبیة ستعید فتح سفاراتها في دمشق".
وما أعلنه المقداد عن نیة السلطات التونسیة بإرسال قنصل عام، إلی دمشق، أکدته مصادر صحفیة غیر رسمیة، وأوضحت أن الجمهوریة التونسیة أعادت بالفعل فتح قنصلیتها العامة في العاصمة السوریة، وباشرت مهامها منذ یومین بعد انقطاع دیبلوماسي دام أکثر من سنتین.
وعن حقیقة سفر رئیس مکتب الأمن القومي السوري اللواء علی مملوك إلی المملکة السعودیة، نائب وزیر الخارجیة السوري: "نحن لا نتحدث عن ذلك.. نحن لا ننفی ولا نؤکد حصول هذه الزیارة".
وردًا عن سؤال آخر قال المقداد: "مما لا شك فیه أن السعودیة التي تقوم بتمویل کل المجموعات الإرهابیة التي تحارب الدولة السوریة، تقوم بدورها من خلال المبالغ الطائلة التي تنفقها من أجل استدامة الهجمة علی سوریا، ومما لا شك فیه عندما توقف السعودیة هذا التمویل سوف یتراجع کثیراً العمل الإرهابي في سوریا".
أضاف المقداد: "السعودیة تدعم الإرهابیین ویجب أن تتوقف عن ذلك بموجب قرارات مجلس الأمن، ولیس ذلك فحسب، بل یجب أن تنضم إلی کل جهد دولي لمکافحة الإرهاب".
ولفت المقداد إلی أن الرئیس الروسي فلادیمیر بوتين، طلب من کل الدول المجاورة لسوریا التي تقوم بدعم الإرهاب أن تتوقف عن ذلك، وأن تنضم إلی تحالف إقلیمي من أجل مکافحة الإرهاب، ونحن نأمل أن یعود البعض إلی عقله لکي یفهم أنه إذا انتشر الإرهاب في سوریا فإنه سینتشر ویتمدد إلی خارجها في المنطقة وإلی العالم، وهذا ما بدأت تعاني منه السعودیة وبعض دول الخلیج التي حدثت فیها تفجیرات أمنیة ذهب ضحیتها العشرات من الأبریاء.