من الكهرباء إلى التعليم إلى الرواتب.. الفساد في مملكة آل سعود مستشرٍ

السعودية / نبأ (خاص) – يمثل الأمن والاقتصاد، أهمية بالغة لأي مواطن بوصفهما الركيزتين الأساسيتين للعيش الرغيد, و يمثله الفساد الإداري تهديداً للأمن الوطني، بما يتسبب فيه من معوقات اقتصادية وثقافية وصحية واجتماعية، هو محفزا لمعدلات البطالة والجريمة.

المساواة في تسديد الفواتير، مصطلح جديد؟

منذ يومين، إضطرت شركة الكهرباء تهديد غير المتجاوبين من المشتركين من تسديد فواتيرهم وتحديث بياناتهم وذلك عن طريق فصل "الكهرباء" ونشرت الصحف مطلع هذا الشهر بيانا للشركة تلفت فيه أن مديونيات كبار الشخصيات (الأمراء من بينهم) بلغت 2700 مليون ريال وهي متراكمة منذ 30 عاماً.

في المملكة، القانون فوق الجميع غير موجودة في قاموس الدولة، فمن لا بدّ أن يدفع فواتيرهم «لا يتجاوبون» ليتكبّدها الفقير عنه حصراً، ما يعدم مؤشرات الرقي الحضاري في المملكة، حيث لا تساوي مواطنيها أمام القانون، مهما كان هذا القانون، ولو كان في نظام يقوم أساساً على التمييز بـ«الولادة».

التعليم مختطف.. ماكينة التّشدّد والتحجر

التعليم في السعودية يحتلّ مرتبة متدنّية، حسب التصنيف الدولي للتعليم، كما وصفَ وزير التعليم السعودي الجديد، الأمير خالد الفيصل، المؤسّسة التعليميّة في البلاد، بأنها كانت مختطفة من الجماعات الدينية المتشدّدة.

وتمّ رصد ميزانية ضخمة بقيمة 80 مليار ريال، أي أكثر من 21 مليار دولار، باسم «مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام»، في حلقة جديدة من مسلسل «الإنقاذ للتعليم». فكل وزير جديد يعلن عن مشروع تطويري، يخصص عبره ميزانية تصل إلى عشرات المليارات، وتأتي مصحوبة بحملة إعلامية ضخمة، لكن النتيجة تكون، أننا لا نلمس التغيرات التي ننتظرها طويلاً. ويبقى التعليم في أدنى المستويات.

#الراتب_مايكفي_الحاجة

تكلفة المعيشة في المملكة بلغت مستويات مرتفعة جداً، ما أثَّر على قدرة تحمل الأفراد والأسر وتسبب في بعض المشكلات المالية والاجتماعية وربما الأمنية، وإنطبعت هذه المشكلة على مواقع التواصل الإجتماعي التي تشكل المُتنفس الوحيد للرأي العام السعودي في ظل الإعلام «الرسمي» الذي لا يلتقط صور الناس ومشاكلهم، فقد عاد المغردون على موقع تويتر إلى هاشتاغ (وسم) #الراتب_مايكفي_الحاجة، ولا يزال ارتفاع نسبة تكلفة المعيشة يتم بوتيرة مطردة تفوق بكثير نسبة الزيادة في الرواتب والأجور، ما تسبَّب في إحداث فجوة في الدخل لا يمكن معالجتها بسهولة.­

لجأ أحد المغردين إلى الدعاء علّه فقد الأمل من أن يسمع المسؤولين صوته فغرّد "اللهم يافارج الهمّ.. وياكاشف الغم.. فرّج همنا.. ويسرّ أمرنا.. وأرحم ضعفنا.. وقلة حيلتنا.."، وكتب آخر: " ظلم بهالبلد مالله به عليم وفساد يروع .. الله بس يصلح شاننا وشان المسلمين مارايت مثل فساد بلادي .. كلش عشوائي".

وكتب مغرّد: "واقع ام خيال حتما واقع  في ظل ارتفاع الاسعار وفي ظل عدم الرقابه التاجر يزيد بكيفه ونحن الضحيه فعلا !!!"

وتناقل المغردون فيديو لعضو الشورى السابق إحسان بوحليقة يقول فيه أنّ "الحكومة تقدر تخلي سعر متر الأرض بريال"، في أحد المقابلات على قناة خليجية.