السعودية / نبأ (خاص)- يلتقي الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل المغربي الملك محمد السادس في جدة، وفي طرابلس يمنى الإخوان المسلمون، خصم المملكة اللدود، بهزيمة نكراء في الإنتخابات البرلمانية الليبيبة.
خبران متزامنان لا يمكن فصلهما عن مجمل الحركيات السعودية الساعية إلى تكوين حلف أفريقي رافد لها بعد تهاوي حلفائها في عدد من الدول العربية.
لزيارة العاهل المغربي محمد السادس للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز دلالات سياسية سرعان ما تتكشف بالنظر إلى واقع بلاد المغرب العربي اليوم وتاريخها القريب. لم تكن العلاقات بين المملكتين الخليجية والإفريقية متخربة يوما ما، قواسم مشتركة كثيرة تجمع البلدين، الديكتاتورية الملكية، القبضة الأمنية المحكمة، التمييز العنصري ضد بعض المذاهب والأعراق، إنتهاك حقوق الإنسان، هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الآلة الدعائية المكلفة بالتملق ليل نهار، كلها سمات تشد السعودية والمغرب إلى بعضهما البعض.
حرصت المملكة على إدامتة السمات وتعزيزها، الإستثمارات السعودية في قطاعات الطاقة والإنتاج الزراعي والصناعات والعقارات بالمغرب والتي فاقت الملياري دولار خلال الأعوام القليلة الماضية جزء من ذلك.
وفي خضم موجة الربيع العربي كان حكام المملكة من أوائل المبادرين إلى مباركة مبادرات العاهل المغربي محمد السادس، رغم أنها لم تكن حسب مراقبون، أكثر من شعارات فضفاضة لاتقاء رياح الحراك الشبابي.
ويرى مطّلعون أنّ السعودية واصلت على هذا المنوال محاولاتها إغراق المغرب في المستنقع الخليجي، محاولات تكثفت عقب انهيار حلفاء المملكة في تونس ومصر واليمن وتقدم الدور القطري على الساحات الإقليمية.
ومع وصول المشير عبد الفتاح السيسي إلى سدة الرئاسة سارع آل سعود إلى تشكيل حلف سياسي عسكري ممتد من شمال أفريقيا إلى دول الخليج، حلف اجتهد الحكام السعوديون في ضم تونس إليه بالوكالة، هكذا انتدبوا العاهل المغربي للقيام بهذه المهمة ساعين في تصوير الأمر بأنه مجرد تعاون ثنائي بين الدولتين.
لم تطل المدة أكثر من إقامة الملك عبد الله في الدار البيضاء للراحة والإستجمام وانكشفت الخطة التي ترافقت مع جهود حثيثة لعزل الجزائر عن محيطيها الإفريقي والعربي توطئة لترتيب أوضاعها الداخلية.