يومان فقط، وأنهتِ اللّجنةُ المكلّفةُ بالتحقيق في كارثةِ الحرم المكّي أعمالهاَ اليوم. لجنةٌ لا ينتظرُ النّاسُ ولا ضحايا الكارثة نتائجَها، فمضمونُها معروفٌ سلفاً، والجاني الحقيقيّ لن يُذكَرَ لا بحرفٍ ولا بإشارة عابرة.
ولي العهد محمد بن نايف، المسؤولُ بحُكمِ منصبه في رئاسةِ المجلسِ الأعلى للحج، سيبقى في مكانهِ ربّما، وقد يجدُ الملكُ المستقبليّ محمد بن سلمان الحادثةَ رقماً آخر يُخزَّنُ لحين الضربةِ القاضيّة.. إلا أنّ الحكومةَ لعبتْ لعبتها غير الأخلاقيّة.. وتحوَّل المشهدُ من كارثةٍ تتطلّب قراراً شُجاعاً يُطيح برّؤوس الفسادِ..
إلى مشهدٍ كرنفاليّ يُمجَّدُ فيه الحكّامُ على كرمِهم في النزولِ إلى الميدانِ، والتّجوُّل في الحرم المكيّ وزيارةِ المُصابين في المستشفيات…
عند هذا الحدّ تتوقّفُ المأساةُ وملفّها الأسودُ والأحمرُ، ويُغلَقُ الملفُّ عبر تقريرٍ تُصدره لجنةٌ لن تقولَ شيئاً يفيدُ العدالةَ ويخدم إحقاقَ الحقّ… وتلك هي حالُ البلادِ حينما تتشرّبُ بروحِ البُروجِ الشّاهقةِ التي تدّرّ الأموالَ والكنوز.. ولكنها تُفْقِدُ الأماكنَ المقدَّسةَ أمْنَها وروحَها.. وسرَّ وجودِها…