تحقيقُ كارثةِ الحرم المكّي لا زال يفتحُ فساداً يمتدُّ من الأقصى إلى الأدنى.. فساداً أفسدُ ما فيه هو أنّه يُلامِسُ أطهرَ بقاعِ الأرضِ، ودمَّرَ ويُدمِّرُ آثارَ خيرِ البشر.. كلُّ ذلك من أجلِ زيادةِ أرصدةِ المالِ ورفْعِ ناطحات السّحابِ الفارهة..
لا قدسيّةُ في أقدسِ الدّيارِ.. ولا كرامةٌ للإنسانِ الذي فضّله الله على سائر المخلوقاتِ، وأوْدعه الأسرارَ والعلوم.. إلا أنّ إدارةَ الارتزاقِ تظنّ أنّ كرامةَ الإنسان قابلةٌ للبيعِ والشّراء.. فتُغْدِق الأموالَ لكي لا يُرى سُوءُ فعْلِ الفاسدين، وتُهدِّدُ مملكةُ الفساد العالمَ بقطْع الأموالِ والصفقاتِ إنْ هي رفعتْ صوتاً أو وقّعتْ على بيانٍ يُدين انتهاكاتها لحقوق الإنسان…
إلا أن الأحرارَ في العالم لا يسقطون في دَنَسِ الأموال، ولا تُرعبهم أعوادُ المشانقِ ولا أحكامُ الإعدامات.. والصّوتُ الذي يمكن أن تُخرسَه المملكةُ ورضيعتُها في الخليج.. سيرتدّ عليها صدى أكثر قوّةً.. وأكثر تأثيراً.. ومن حيث لا يعلمُ أولو المرتزقةِ والفاسدين…