انسدادُ الأفقِ في وجه العدوانِ على اليمن، يدفعُ قوّات التّحالفِ السّعوديّ إلى ارتكابِ المزيدِ من المجازر. وسيلةٌ يريدُ منها التّحالفُ إغراقَ اليمنيين باليأسِ والمعاناةِ على أملِ أن يخرجوا إلى الشّوارعِ العامة رافعين الرّايات البيضاء ومعلنين الاستسلامِ للقواتِ التي لم تتوقف عن القصْفِ والتّدميرِ على مدى أكثر من ستّة أشهر من العدوان…
الفوضى التي تُحرِّكُ العدوانَ في اليمنِ؛ من المرشَّحِ أن تدفعَ المملكةَ إلى مزيدٍ من التمرُّغِ في الوحْل اليمنيّ، وإلى حدِّ العجْز عن الخروجِ المُشرِّفِ والآمنِ من ورْطةِ الحربِ العبثيّةِ التي يقودُها حُكمٌ عاجزٌ عن إخفاءِ ترهُّلِهِ وتهالُكِهِ وخلافاتِه. عجْزٌ لا ينفكُّ عن نظامٍ عجوزٍ بدأت خياراتُ الحربِ عنده تفقدُ جدواها الميدانيّة، جنباً إلى جنبِ فقدانِ القيمة الأخلاقيّة والسياسيّة..
وليس مشهدُ قصْف منزل السفير العُمانيّ في صنعاء، إلا اختصاراً للاحتضار البطيء، والمتدحرجِ الذي يزحفُ إلى كلِّ الذين ظنّوا أنّ الدّخول إلى أرضِ اليمنِ العريقِ نُزهةٌ قصيرةٌ.. لتفاجئهم الحكمةُ اليمنيّةُ وهديرُها الذي يُرسِلُ التّوابيتَ ويَقضُّ مضاجعَ المواقعِ والمعسكرات…