حبلُ الكذبِ قصيرٌ.. وحينما يتعلّق الكذبُ بدماءِ ضيوفِ الرّحمن، وفي مسْرحِ كارثةٍ مكشوفةٍ على ما هو أكثر من التّقصيرِ والإهمالِ؛ فإنّ حبْل الكذبِ يتحوّلُ إلى مشنقةٍ يلتفّ حول رقابِ قادةِ الخداعِ والتضليل المؤسِّسِ للأساطيرِ السعوديةِ…
ضجيجُ الضّحايا لن يُخْمَد..، ولو حُبِسوا في ثلاّجاتِ الموتى وداخل الشّاحنات. وحرارةُ الكارثةِ لا يمكن أنْ تبردَ ولو حُشِّدَتْ لأجلِ إخفائها جيوشُ الأضاليلِ ومجلّداتُ الفتاوى البليدة.
اعتذرَ حكّامُ المملكةِ أو لم يعتذروا.. فإنّ الفاجعةَ تبقى أقوى من كلِّ البروتوكولات والأحاديث الدبلوماسيّة والمجاملات. وإذا كانت المملكةُ تجدُ أن الاحتفال بعيدها الوطنيّ فرصةً مناسبةً لإعادةِ سرْد خرافةِ الإنجازاتِ التي لا تنتهي، فإنّ المناسبة ذاتَها جديرةٌ بأنْ تُحرِّك بقيةَ الضمائر الحيّةِ وتوقظها من كبْوتها وسُباتها لترى حقيقةَ ما يجري على هذه البلادِ من أكاذيبَ ومآسٍ وعذاباتٍ يتحرّك لَظاها في الدّاخل وينتقلُ شرَرُها إلى خارجِ الحدودِ..