لندن/ رويترز- أظهرت بيانات أن السعودية (أكبر الدول المصدرة للنفط في العالم) بدأت تستعيد ببطء بعض ما فقدته من نصيبها في السوق، في أعقاب القرار الذي اتخذته في 2014 بالتخلي عن دعم الأسعار، لكن المشوار لا يزال طويلا أمام المملكة إذا أرادت العودة إلى المستويات الأعلى التي شهدتها في الماضي.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) قادت السعودية تحولاً في موقف منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)؛ من أجل الدفاع عن نصيبها في السوق في مواجهة إمدادات منافسة من مصادر أخرى، بدلاً من خفض الإنتاج لرفع الأسعار، وهو ما ظلت تفعله على مدى سنوات. (للمزيد)
وأصبح سعر النفط في الوقت الحالي أقل من 50 دولاراً للبرميل، أي أقل من نصف مستواه في حزيران (يونيو) 2014. لكن الرياض تقول إن هذه الاستراتيجية تحقق نجاحاً. ويشير مسؤولو أوبك إلى زيادة النمو في الطلب العالمي على النفط منذ تحول سياسة المنظمة، وكذلك تباطؤ نمو الإمدادات من خارج «أوبك». وارتفعت صادرات النفط الخام السعودية عن المستوى المنخفض الذي بلغته في 2014، وقال رئيس الأبحاث بشركة جانفور التجارية ديفيد فايف (وهو محلل سابق بوكالة الطاقة الدولية): «بناءً على أرقام صادراتهم المعلنة من الخام في النصف الأول من 2015، يبدو أن السعوديين استردوا بعضاً من حصتهم في السوق التي خسروها خلال 2014». ووفقاً لتحليل أجرته رويترز للبيانات السعودية عن الصادرات والإنتاج، وباستخدام تقديرات إدارة معلومات الطاقة للطلب العالمي على المنتجات النفطية فإن صادرات الخام السعودية بلغت نحو 8.1 في المئة من السوق العالمية منذ نوفمبر 2014، بعد انخفاضها إلى 7.9 في المئة عام 2014.
ويتجه أكثر من نصف صادرات السعودية من النفط الخام إلى آسيا. وقالت وكالة معلومات الطاقة في 9 أيلول (سبتمبر) إن السعودية حافظت على حصتها من السوق الآسيوية، فصدرت 4.4 مليون برميل من الخام يومياً إلى سبعة من زبائنها الكبار في آسيا، في النصف الأول من عام 2015. وقالت ريبيكا جورج المحللة في إدارة معلومات الطاقة إنه منذ عام 2007 يمثل ذلك ثاني أعلى مستوى للصادرات السعودية في النصف الأول من العام لهذه الدول. ويتزايد حجم الخام السعودي المتجه إلى الولايات المتحدة (أكبر دول العالم استهلاكا للنفط) على رغم أن نصيب المملكة من السوق الأميركية لا يزال يتعرض لضغوط؛ إذ استوردت الولايات المتحدة 1.076 مليون برميل يومياً من الخام السعودي في يونيو، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة، ارتفاعاً من 788 ألف برميل يومياً. ويجلب اتجاه الزيادة في 2015 بعض الارتياح للمسؤولين النفطيين في السعودية.