البحرين / نبأ – قررت البحرين اليوم الخميس سحب سفيرها لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية راشد سعد الدوسري واعتبار القائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد رضا بابائي شخصًا غير مرغوب فيه وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة، زاعمةً بأنّ الجمهورية الإسلامية تنتهك الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وأنّها تتعدى على استقلال وسيادة البحرين.
ويدور جدال في البحرين حول ملف التدخلات الايرانية، وذلك بعد الحملة الدعائية التي دشّنتها وزارة الداخلية ضد إيران، واتهمت فيها الأخيرة بتصدير الإرهاب إلى البلاد، فيما تتهم البحرين الجمهورية الاسلامية بهريب أسلحة ومتفجرات إلى البلاد، حيث زعمت الداخلية البحرينية مؤخراً في بيان أنها ألقت القبض على خلية ارهابية تابعة لإيران، وهو ما علّق عليه الناشط الحقوقي نبيل رجب، بأنّ هذه المزاعم تكرّرت في السنوات الأخيرة، موضحاً بأن المواطنين سئموا من هذه المزاعم، ويرونها تعبيرا عن خلل وأزمةٍ داخلية تُهدّد نسيج المجتمع ومستقبل البلاد، وأنه لا يمكن حلّها إلا بعلاج توافقي داخلي، وليس بالطريقة التي تتعامل بها الحكومة.
من جهته رفضَ المعارض السياسيّ، والنائب المستقيل عن كتلة “الوفاق” البرلمانيّة، علي العشيري، في وقت سابق، المشاركة في الحملة التي يقودها النّظام في البحرين ضدّ إيران بزعم تدخلها في شؤون البلاد، وتعليقاً على تهديدات النظام للجمعيات السياسية وخطباء المساجد في حال عدم المشاركة في الحملة الدعائية، قال العشيري بأنّ الموقف من أي قضية لا يصدر إلا بعد التثبت من الموضوع، وقوة الأدلة، مشيراً إلى أنه ليس من حق أحد إجبار مؤسسات المجتمع المدني على موقفٍ معين، وفقا لرغبة النظام.
في مقابل هذا الرجم بالغيب، يتجاهل هؤلاء تبني داعش للتفجيرات، والعناصر السعودية التي تقوم بتنفيذها. كما يغض هؤلاء أبصارهم وبصيرتهم عن مئات من فتاوى التكفير والتحريض على القتل المذهبي في قنوات الفتنة، ولا يتردد متابعون في القول بأنّ وضع إيران في دائرة الاتهامات تبدو مثيرة للسخرية، ولكنها تؤشر على الوضع المريب الذي باتت تشعره السلطات الخليجية، وخاصة السعودية، وذلك بعد انكشاف الغطاء على الدور التحريضي والبيئة الحاضنة التي وفرتها للأجيال المتعاقبة من التكفيريين.
وترى إيران أنّ قمع المظاهرات السلمية في البحرين وانتهاك حقوق الإنسان لن يؤدي إلى حل للأزمة، فيما تشجّع على الحوار مع المعارضة السياسية التي تعتبر من أكثر المعارضات ديمقراطية، وتعتبر بأنّ استمرار النظام اعتقال الشيخ علي سلمان الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية كبرى حركات المعارضة البحرينية، أمر خاطيء،كما ترى أنّ إنهاء الوجود السعودي العسكري في البحرين سيكون سبباً لإيجاد حل سياسي في البحرين لبدء الحوار الوطني، بين المعارضة والنظام.