السعودية/ نبأ- أيام مرت ولا تزال فاجعة مشعر منى حاضرة بما أفرزته من حزن وغضب. تعود جثامين الضحايا إيران البلد ذي النصيب الأكبر من الكارثة، فيما المواقف الساخطة من أداء النظام السعودي، لا تشي بإغلاق الملف مع مراسم دفن هذه الجثامين.
غضب ليس وليد صباح العيد وما تلى الكارثة من أخطاء إرتكبتها السلطات السعودية. يضع بعض المتابعين ما جرى في سياق سجال طويل بين بلدان الأمة الإسلامية والنظام السعودي الذي يحتكر إدارة هذا الموسم العبادي منذ عقود.
يعيد الكاتب ديفيد هيرست هذا السجال إلى زمن صعود الوهابية مع محمد بن عبدالوهاب وعبدالعزيز بن سعود، أي إلى مرحلة تحطيم وإزالة المقامات والآثار الدينية المقدسة لدى فئات كبيرة من المسلمين.
التاريخ الأقرب كان شاهداً أيضاً على خلافات بين إيران والنظام السعودي وبلغت ذروتها العام 1987، وتخللها توقف الإيرانيين عن المشاركة في الحج.
إلا أن ديفيد هيرست يستدرك الربط بين حادثة مشعر منى وجذور الخلافات التاريخية والمذهبية، معتبراً أن الوقائع أبسط من ذلك بكثير، وإن يزيد الصراع السعودي الإيراني في المنطقة الأمر تعقيداً.
ينقل هيرست شهادة أحد الحجاج البريطانيين والذي اشتكى من مساوئ الخدمات لا سيما في نقل الحجيج، فمشروع سكة حديد الأماكن المقدسة، والذي أنفق عليه قرابة ال 7 مليارات دولار، لم يعمل بكفاءة في يومي ذروة الحج الأربعاء والخميس، حتى أن بعض القطارات لم توضع في خدمة الحجاج وإنما اقتصر استقبالها على موظفي الشركة التي تدير هذه القطارات.
وبعيداً من روايات الحدث يخلص الكاتب الغربي للقول أن خدمة الحرمين الشرفين باتت تستغل لاكتساب الشرعية ودون أن تؤدى كما لو أنها واجب وحمل للمسؤولية، معتبراً أن الشرعية تكتسب من خلال الإنتخابات الحرة وعندما تعطي المواطنين حقوقاً يتمتع بها الضيوف أيضاً… فحينها وحينها فقط يمكن لمشاكل الحج أن تعالج.