السعودية / نبأ – يُقلِّل مراقبون من جديّة التصريح المنسوب إلى ولي العهد محمد بن نايف ضدّ إيران.
الرّجلُ الذي يُحيط نفسه بسريّة كبيرة، كما يقول العارفون، لم يُدلِ بتصريح صحافيّ منذ توليّه إدارة الشؤون الأمنيّة في البلاد العام ألف وتسعائمة وتسعة وتسعين. وهو لا يختلف في ذلك عن ابن عمه، وغريمه اللذوذ، ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، والذي اعتاد أوساط مقرَّبة من البيت السعودي على وصْفه ب”الجنرال الصّامت”، حيث لم يُدلِ بأيّ تصريح صحافيّ، منذ ظهوره على المشهد العام قبل نحو خمس سنوات، كما أنّ العدوان على اليمن لم يدفعه لتخطّي أزمته في الحديث العام.
أمّا ناقلُ تصريح ابن نايف، الشيخ عبد العزيز الفوزان، فيختصر حكاية المملكة الصامتة مع نفسها، ولكنها تفضّل الطائفيين ليكونوا ناقلي قنابلها الصوتيّة. فالرّجل وصف المذهبي الشيعي بأنه وثنيّ، ومأخوذ من النصرانيّة، وقال نشطاء بأنّ تصريحاته وآخرين كانت إحدى الدوافع التبريريّة التي استند عليها مفجّرو مساجد المنطقة الشرقية في الدالوة والقديح وحي العنود بالدمام.
الفوزان تسلّح إذن بلغة تكفيريّة ليمرّر تهديدات ابن نايف المزعومة. وهي تهديداتٌ يرجِّح كثيرون بأنّ عدم شجاعة المسؤولين السعوديين على إذاعتها بأنفسهم؛ يكشف أنهم لا تعدو أن تكون “تطييباً لخواطر” الأتباع، لاسيما مع تضخّم النزعة الطائفيّة التي اشتغلت عليها السعوديّة منذ حرب اليمن، والتي أخذت مدى آخر بعد كارثة منى.