لا يريد التّحالف السّعوديّ أن يفرحَ اليمنيّون. الفرحُ هنا يعني مقاومة العدوانِ والسّخرية من الدّمارِ.. وهي رسالةٌ لا يريد قادةُ العدوانِ أن تصلَ إلى كلِّ مكانٍ، لأنّهم يعرفون أنّ مقاومةَ العدوان بالصّمودِ والثّباتِ والإصرارِ على الحياةِ؛ هو إنذارٌ بما هو أقوى، وهو إشعارٌ بأنّ الروحَ التي تريد آلةُ القتلِ والتضليل أن تقضي عليها؛ أقوى من كلِّ الآلاتِ الماديّة وأدوات العدوان…
الفرْحُ ممنوعٌ في اليمنِ؛ لأنّ العدوانَ مهزومٌ، وعليه غيومُ الخيبةِ والحسرةِ والندامة. لا يريد العدوانُ أن يرى أهازيجَ الأعراسِ اليمنيّةِ التي تُعْلنُ، مع أفراحِ العُرْسِ، دروساً في الصّمودِ لا يعرفها أمراءُ الحرب المراهقين، ولا تُجيدها المليشياتُ التي باعت وطنَها من أجلِ حُفنةٍ من الأموال، ومن أجل سلطةٍ واهيةٍ لا تأمنُ حكومتُها في مقرٍّ، ولا يسلم رئيسُها من الصّواريخ، الأعمى منها والبصير…
سيفرحُ اليمنيون رغم الجرائم والانتهاكات.. سيفرحون طويلاً، رغماً عن العدوان، ورغماً عن الفكِّ المفترس الذي يريد ابتلاعَ أفراحِهم الصامدة.. سيفرحون لأنّ الليلَ قصيرٌ ولا يمكن الاستسلام له.. وسيفرحون لأنّ الأعراسََ الصامدة.. جزءٌ من الخياراتِ الإستراتيجيّةِ التي لا يعرف العدوانُ كيف تكون ومتى تكون…