السعودية/ نبأ- تشير العديد من التقارير الصحفية وتقارير مراكز الأبحاث الغربية والعربية إلى أن السعودية متورطة في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش في العديد من دول الشرق الأوسط وخصوصا في سوريا والعراق وليبيا وغيرها من الدول، التي باتت تشهد صراعات وتوترات طائفية، وتشير تلك التقارير إلى شخصية سعودية رفيعة تقود هذا الملف الخطير ألا وهو رئيس الإستخبارات السابق بندر بن سلطان، والأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي حاليا.
وأكد مراقبون، ان تشجيع بندر بن سلطان للإسلاميين المتطرفين عزز الخطر الذي يشكله الجهاديون السعوديون على المملكة. حيث قال ايميل حكيم الخبير في الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية عن أن الأسلوب الهجومي للأمير بندر بشأن سوريا كشف الهوة بين التوقعات والقدرات العملياتية والاستخباراتية السعودية. مشيرا "إلى ان القيام بجهد واسع ومعقد لإسقاط نظام أجنبي مدعوم من إيران وروسيا هو ببساطة أمر أكبر من قدرة السعودية خصوصا بسبب تحفظات حلفائها الغربيين الرئيسيين واجندات مختلفة لدول مهمة فاعلة اقليميا مثل قطر وتركيا".
وتابع الخبير "أن الرياض قدمت الأسلحة والمال لكنها اضطرت للعمل مع مجموعات خطيرة وغير منضبطة بينما تتمتع دمشق بدعم غير محدود من قبل إيران التي أمنت لها مساندة مجموعات مدربة ومنظمة بشكل جيد جدا مثل حزب الله اللبناني الشيعي".
وكان السفير السوري في عمان الجنرال بهجت سليمان قد اتهم رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان وإتهمه علنا بالإقامة في معسكر خاص على الحدود الأردنية السورية لدعم الإرهاب.. وكانت تقارير متعددة قد تحدثت عن نشاط أمني ولوجستي وعسكري سعودي في عدة مناطق حدودية مع سوريا.
هذا وكتب باتريك كوكبرن مراسل صحيفة "الاندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط مقالا يتناول فيه أزمة العراق تحت عنوان "كيف ساعدت السعودية تنظيم داعش في السيطرة على شمال العراق". وذكر كوكبرن في مقاله "أن لقاءً جمع مدير الاستخبارات السعودية السابق بندر بن سلطان ورئيس الاستخبارات السرية البريطانية (MI6) ريتشارد ديرلوف، قبل أحداث 11/9، مشيراً إلى قول بندر لـ ديرلوف ان "الوقت ليس ببعيد في الشرق الأوسط يا ريتشارد، عندما سيشعر مليار مسلم سني بأنهم احتملوا ما فيه الكفاية من الشيعة، كان الله في عون الشيعة".
واليوم تحققت تنبؤات الامير بندر، (والحديث لكوكبرن)، مع دور المملكة الهام في تحقيق تلك التنبؤات من خلال دعم "الجهاد ضد الشيعة" في العراق وسوريا، فمنذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" على الموصل في العاشر من حزيران، قُتل العديد من النساء والاطفال في قرى شيعية جنوب كركوك، ودفن أعداد كبيرة منهم في مقابر جماعية بالقرب من تكريت، وفي الموصل تم تفجير المراقد الشيعية والمساجد، وبالقرب من المدينة التركمانية تلعفر .
ويقول كوكبرن "أن ديرلوف (رئيس الاستخبارات السرية البريطانية) الذي تحدث الأسبوع الماضي أمام المعهد الملكي للخدمات المتحدة، قد ركز في خطابه بشكل مدهش على دور السعودية في دعم تنظيم داعش، بدلا من التهديد الذي يشكله التنظيم على الغرب، الذي خصص له قليلا من اهتمامه، معللا ذلك بأسفه على الصراع الجديد "مسلم ضد مسلم"، على عكس الصراع العالمي مع بن لادن، وبين ديرلوف قلقه حول المسيحيين في المناطق التي يسيطر عليها داعش.
وأضاف كوكبرن، أن ديرلوف لم يشكك في أن هناك تمويلاً كبيراً ومتواصلاً من المانحين من القطاع الخاص في السعودية، وتوقّع أن تكون السلطات قد غضت الطرف عنهم، الأمر الذي أدى دوراً بارزاً في تمدّد تنظيم الدولة الإسلامية إلى المناطق السنية في العراق، مؤكداً أن "أمراً كهذا لا يحدث بشكل عفوي".
وقال كوكبرن أن السعودية قد أنشأت في المنطقة "وحش فرانكشتاين" المتهور الذي ربما يفقد سيطرته بسرعة، مما يشكل تهديدا على كل من حوله كالأكراد وجبهة النصرة الذين يعيشون الآن تحت ضغوط داعش، خاصة بعد ارتفاع الروح المعنوية لدى مقاتلي التنظيم لحصولهم على اسلحة ومعدات من الجيش العراقي، واعلانهم السيطرة على حقول النفط ، وربما يشكل التنظيم ايضا تهديدا على حليفته تركيا التي ابقت على 510 اميال من الحدود التركية السورية مفتوحا لدعم "داعش".
وحمّل كوكبرن الغرب مسؤولية ما يحصل قائلا ان "الدول الغربية وحلفاءها الإقليميين طالما تهربوا من الانتقاد في ما يتعلق بدورهم في تصعيد الحرب في العراق"، مضيفاً "أنهم يلومون رئيس الحكومة نوري المالكي في ذلك، مشيرين إلى أن تهميشه للأقلية السنية، مما دفعها إلى دعم الهجمات التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية".
وأقر كوكبرن أن الأمر قد يكون صحيحاً ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد، قائلا أن "الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار العراق منذ عام 2011 حتى الآن، كان استيلاء الجهاديين على الثورة في سوريا"، موضحاً أن هؤلاء "كانوا ممولين، في أغلب الأحيان، من قبل السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة".
وفي تقرير لها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وزارة الخزانة الأمريكية تتبعت مبالغ كبيرة من تمويلات خاصة بمؤسسات خيرية ومواقع للتواصل الاجتماعي في قطر، لدعم متطرفين في العراق وسوريا.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن ديفيد كوهين، المسؤول البارز بوحدة مكافحة الإرهاب في وزارة الخزانة، قوله إن الولايات المتحدة أعربت عن مخاوف بشأن سياسات قطر في الأشهر الأخيرة. وأضاف كوهين أن وزارة الخزانة قالت، في الأسابيع الأخيرة، إنها تعقبت مبالغ كبيرة تخص مؤسسات خيرية وشبكات اجتماعية إلكترونية، جرى استخدامها لتمويل الجماعات المتطرفة المناهضة للحكومة في العراق والنظام في سوريا.
ووفقاً لمسؤولين أمريكيين، فإن هذا التمويل يتضمن جبهة النصرة في سوريا، الجماعة الجهادية التي هي على صلة بتنظيم القاعدة.
وتشير تقارير صحافية إلى أن مصادر قدرت التكلفة المادية للسياسة الخارجية القطرية بنحو أربعة مليارات دولار سنوياً، وهي تعادل تقريباً الميزانية السنوية لبلد كلبنان، وكل ذلك على حساب التنمية في قطر، مبيّنة أن المتضرر من سياسات قطر الخاطئة جيرانها بالتأكيد، لكن المتضرر الأول والأكبر هو شعب قطر حيث رتبت حكومته أولوياتها بشكل لا يخدم إلا أغراضاً ضيّقة.