العدوان السعوديّ على اليمن لم يُقنِع الغربَ بأنّ ثمّة جريمةً تستحقّ أن يخرجَ على سياسته، وظلّ ساستُه يحتمون بالصّمتِ والنفاقِ المغلَّق بالأموال والاستثمارات التي تهبّ بصفقاتِ التّسليح على الرياض…
يريدُ الخليج أن يذهبَ إلى آخر المدى، وهو يحلمُ بمنظومةٍ “القبة” الإسرائيليّة، وكأنّ حكّام الخليجِ بلغوا الحدّ الأقصى من فقدانِ الذاكرةِ والانسلاخ عن الوعيّ، وما عادوا يجدون متّسعاً في عقولهم لقدْرٍ بسيطٍ من الحكمةِ والعقلانيّة…
السّيوفُ المسلّطة في المملكةِ على رقابِ شبّان الحراك المطلبي في القطيف.. تتلاقى مع الأحكام الانتقاميّة التي تُصدرها المحاكم السعوديّة ضدّ الناشطين وقيادات جمعية “حسم” التي بات أعضاؤها المؤسِّسون جميعاً في ضيافةِ السّجّان السعوديّ…
إنّها الصّورةُ الطبيعيّةُ لنظامٍ يتأجّجُ فيه الظّلمُ والاستبدادُ في أعلى صورِه وأكثرها إرهاباً ووحشيّةً وخداعاً. صورةٌ لا يمكن للأموال الفاسدة ولا علاقات النفاقِ الغربيّة أن تُشوِّش على حقيقتِها أو تلمِّع القُبحَ الدفينَ والمتأصِلَ فيها..