السعودية / نبأ – يبدو المركز الجديد للأبحاث حول الفكر الوهابي الذي سيتم افتتاحه قرب الرياض ترسيخا لمنهج “إسلامي” يعتبر غير متسامح أو قابل للتغير ولا يتمتع بأي ليونة، بحسب تقرير أعدته وكالة فرانس برس.
والمركز المبني من الحجر الجيري وتضيئ معظمه جسور زجاجية مغلقة، جزءٌ من مشاريع ضخمة للتطوير برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز. ويشكل المركز دلالة واضحة على أن إرثه الفكري لا يزال محوريا في السعودية رغم عقيدته الصارمة والاتهامات بأنه يغذي تطرف السنة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تنظيم داعش.
وقال عبد الله الركبان مدير اللجنة العليا لتطوير الدرعية إن للمركز “قيمة تاريخية كبيرة جدا بالنسبة للحكومة وبالنسبة لنا”.
وفي الدرعية تأسست الشراكة بين عبد الوهاب وزعيم محلي آنذاك هو الإمام محمد بن سعود، ما أسفر عن وضع الأسس التي قامت عليها مملكة اليوم.
وفي العام 2000 ولدت فكرة المشروع الذي سيتم الانتهاء منه بحلول أواخر العام المقبل. وقد بدأ المشروع بتجديد منطقة الطريف، واستعادة مجتمعها القديم. ورغم أن الطريف في صلب المشروع البالغة قيمته 750 مليون ريال (200 مليون دولار)، فإن مركز الأبحاث المجاور يجسد تكريم الشيخ محمد عبد بن الوهاب كمشارك مؤسس للدولة وكشف “الحقيقة حول تراثه الفكري”، بحسب الركبان.
وقد منح الاتفاق بين الوهاببين وآل سعود الشرعيةَ الدينية للحكام من الأسرة المالكة التي تحكم قبضتها على الحياة السياسية في حين يواصل رجال الدين المتزمتين الوعظ حول سلوكيات صارمة تجعل من السعودية أكثر البلدان تشددا في العالم.
عرفان العلوي المدير المشارك لمؤسسة “أبحاث التراث الإسلامي” ومقرها مكة المكرمة، قال أن تكريم عبد الوهاب والحفاظ على الدرعية هو “نفاق” في الوقت الذي “تجري فيه إزالة التراث الإسلامي” في أماكن أخرى في المملكة. وأكد اختفاء عدد من هذه المواقع التراثية خلال عملية التوسيع في الحرمين المكي والنبوي.
وعلوي بين القائلين أن الوهابية تشكل مصدر الهام لتنظيم داعش. وقال في هذا الصدد “هناك أولا الفكر الوهابي ومن ثم ما تفرّع عنه من أفكار أصبحت أكثر تشددا”.