السعودية / نبأ – بالنسبة لهؤلاء لا شيء تغير، موعدهم مع المواساة لسيد الأنبياء لم يتبدل مكانه ولم يعدل زمانه.
ساعات مرت على الإعتداء التكفيري الجبان حتى عاد المحبون والموالون يملؤون الحسينية الحيدرية بسيهات، حيث صدحت أصوات العزاء بمصاب الإمام الحسين.
الفارق الأوحد كما تظهر هذه الصور كان تكثيف الحضور بأعداد فاقت مجالس ما قبل الهجوم الدامي، في رسالة جلية عكست إصرار المؤمنين وتمسكهم برفض الخنوع للإرهاب وأدواته الإجرامية.
إرهاب يفتح مع كل اعتداء له، الأسئلة الموجهة إلى السلطة وأجهزتها وأدوارها الغائبة أو المغيبة عن القيام بواجباتها ليس في إعلان التضامن الشكلي لحظة الهجوم فحسب. إستقالة النظام السعودي من المواجهة الجادة للفكر التكفيري في منابعه، ومحاصرة هذا التيار إستباقياً، تجعلان من التشكيك بجدية السلطة وحرصها على أمن شعبها في درجة عالية من المشروعية.
منفذ الهجوم شجاع الدوسري المنتقل من الطيش والهوس بالفنانات إلى التوحش الداعشي، لم يكن خارج دائرة علم قوات الأمن بطبيعة نشاطاته، كما يؤكد أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف. وفق رواية الأخير فقد قام والد الدوسري بالتبليغ عن ابنه قبل أسبوعين. رواية تمنح المشككين والمنتقدين لأداء السلطات مزيداً من الجدية والمنطق لتساؤلاتهم.
مسؤولية النظام إن حاول رفعها عن نفسه من ناحية الأداء الأمني، فهو لن يفلح في التملص من مسؤوليته عن فتح باب التحريض وبث الكراهية وحماية الفكر التكفيري وأبواقه داخل المملكة، وهي الأسباب الحقيقية وراء انتشار ظاهرة الإرهاب التكفيري في السعودية وخارجها، في ظل تماهي هذا التيار مع أفكار المدارس الدينية والمناهج التعليمية التي يتبناه النظام السعودي.