الكويت / نبأ – في كل مرة تعود فيها الإعتداءات الإرهابية على أهالي المنطقة الشرقية في المملكة، تحضر المقارنات بين التعاطي السعودي الرسمي مع الحادثة، ونظيره في البلدان المجاورة سيما الكويت.
مع هجوم سيهات وموقف النظام السعودي بعد الحادثة، حضرت المقارنة دون استدعاء في أذهان الناس كما المراقبين. الدولة التي لم تستنفر على مستوياتها العليا ولم تتحرك حتى لإصدار خطابات الأسى والتضامن أو معاينة مكان الإعتداء، تتعرى باستخفافها هذا لتكشف عن عورات الحقد والتمييز والطائفية المسكون بها النظام.
غياب بيانات العزاء عن الملك أو ديوانه حتى، يرسخ في نفوس أهالي هذه المنطقة تلمس نظرة الدونية واعتبارهم في آخر درجات المواطنة. في وقت نجح فيه أرباب الحكم في الكويت بإعطاء صورة مغايرة نمّت عن مصداقية النظام هناك في احتضان الكويتيين على مختلف شرائحهم، ساحباً أية ذريعة للتشكيك أو الإتهام بالتقصير. صورة بدأت برسمها الكويت مع الحضور السريع لأميرها إلى مكان التفجير الإرهابي، وأكملتها مع ملاحقة أصوات الفتنة والتكفير والتحريض على الكراهية.
كلمات أمير الكويت التي اعتبر فيها أن المصابين في الإعتداء هم أبناؤه، استحالت منهجاً في تعاطي الكويتيين بين بعضهم، وأسست حالة لحمة وطنية، تجلت في إحياء المؤمنين عزاء أهل بيت رسول الله.
على المقلب الآخر ثمة صورة معكوسة ليس إلى حدود غياب الإهتمام الرسمي بأهالي المناطق المستهدفة في الإعتداءات فحسب. تشاطر المنابر الدينية تنظيم داعش في تكفير هذه الشريحة وشيطنة معتقداتها وشعائرها في ذكرى عاشوراء.
الصورة الأولى تبقى تحضر للمقارنة وهي تدلل على أن الصورة الثانية خيار إختاره النظام السعودي بمفرده، وتبقى تؤكد أن التعامل السلبي لن يجني منه الحكام غير تعامل على شاكلته، وأن العكس يصح هو الآخر.