السعودية / نبأ – قالت صحيفة "الإندبندنت" إن ثمانية من 12 من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس السعودية باقون على قيد الحياة يدعمون خطوة الإطاحة بالملك سلمان "الحاكم المتعثر"، ليحل محله شقيقه الأمير أحمد بن عبد العزيز، البالغ من العمر 73 عامًا.
ونقلت الصحيفة عن أمير من العائلة الحاكمة أسمته بـ"المنشق" قوله إن "أغلبية واضحة من رجال الدين الإسلامي الأقوياء في البلاد، المعروفين باسم العلماء، سيساندون انقلاب القصر لطرد الملك الحالي وتثبيت الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأسبق".
وقال الأمير الذي عرفته الصحيفة بأنه "أحد أبناء مؤسس المملكة" إن "العلماء ورجال الدين يفضلون الأمير أحمد، ليس جميعهم، ولكن 75 في المئة منهم"، مشيرة إلى أن "دعم من رجال الدين سيكون أمرًا حيويًا لأي تغيير في المملكة، لأنه في النظام السعودي لديهم القدرة على إضفاء الشرعية الدينية وبالتالي الشرعية السياسية على القيادة".
وأوضحت أن "هذا الكشف يوحي بأن هناك ضغوطًا متزايدة داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، مما يذكر بالصراع داخلي على السلطة الذي اندلع منذ جلوس الملك سلمان على العرش في بداية هذا العام"، لافتة إلى أن الأمير "مصدر هذه المعلومات نشر له في وقت سابق خطابين يدعو فيهم العائلة المالكة لتغيير القيادة السعودية الحالية".
وأضاف الأمير "المشنق" للصحيفة أنه "إما أن يغادر الملك السعودية وسيحظى بالاحترام داخليًا وخارجيًا البلاد، أو بدلًا من ذلك سوف يصبح الأمير أحمد ولي العهد، ولكن مع سيطرة ومسؤولية كاملة عن الاقتصاد والنفط والقوات المسلحة والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، والمخابرات، في الواقع كل شيء".
وأشارت الصحيفة إلى التقارير الطبية للملك سلمان التي تفيد بإصابته بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى تعييناته المثيرة للجدل، والحرب المستمرة والمكلفة في اليمن وكارثة الحج الأخيرة، كما أن صندوق النقد الدولي قد حذر، في وقت سابق هذا الأسبوع، من أن الأصول المالية للسعودية قد تنفد من في غضون خمس سنوات ما لم تحد الحكومة بشكل كبير من إنفاقها، بسبب انخفاض أسعار النفط بالإضافة إلى الأثر الاقتصادي للحروب إقليمية".
وبحسب "الإندبندنت"، فقد كان تعيين سلمان لابنه محمد بن سلمان (30 عامًا) في منصب ولي ولي العهد وجعله وزيرًا للدفاع "تمكين له من شن حرب بـ"الوكالة" في اليمن "ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، قد ساعد في تصاعدت التوترات.ويقال أنه أصبح يمتلك الكثير من السلطة والثروة منذ أن تمت ترقيته لهذا المنصب".
وأردف الأمير "أية ورقة أو مكالمة هاتفية لوالده (سلمان) تمر من خلاله"، مشيرًا إلى أن ولي العهد الحالي محمد بن نايف (56 عامًا) وهو ابن شقيق الملك سلمان "لا يحظى بشعبية".
وذكرت الصحيفة إن الأمير أحمد "الرجل الذي تدعمه معظم أفراد الأسرة لتولي العرش هو الابن الأصغر لمؤسس المملكة من زوجته المفضلة، حصة بنت أحمد السديري، وكان نائب وزير الداخلية لمدة 37 عامًا، وقضى أربع سنوات مسؤولًا عن المواقع الدينية في مكة قبل أن يعين وزيرًا للداخلية في عام 2012.وغادر المنصب بعد 5 أشهر، رسميًا بناءً على طلبه، وحل محله الأمير محمد بن نايف". إلا أن الأمير المنشق قال للصحيفة إن أحمد "غادر بعد خلاف بشأن معاملة المعتقلين السياسيين".
ووفقا للأمير، فإن أحمد "يريد إدخال إصلاحات مثل حرية الفكر، وتطهير النظام القضائي وإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين ليس لديهم أية علاقة بالارهاب، فهناك العديد من السجناء السياسيين في السجن منذ ما قبل العام 2001 بسبب رأيهم، أو نظرتهم المعتدلة إلى الإسلام، فإذا كان الأمير لديه السلطة سيطلق سراح هؤلاء الناس".
اولفت للأمير "المنشق" إلى أن أحمد الحاصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية "يفضله رجال الدين وغيرهم داخل الأسرة المالكة بسبب خبرته المهنية وأسلوب حياته المعتدل"، كما أن أشقاءه الكبار "يريدونه لأنه يتمتع بصحة وحكمه، كما أنه كان نظيفًا طوال حياته، ولم يتورط في أمور مثل القمار والنساء والشراب أو المخدرات".
وأضاف "الأمير أحمد يحب الصحراء والصيد والجلوس على البحر الأحمر أو في الطائف، بجانب الجبالK فهو متدين ولكنه منفتح، ويعرف اللغة الإنكليزية ويتابع أخبار العالم"، فـ"زوجة الملك الحالية الثالثة فهدة آل هتلان لها دور كبير فهي والدة محمد بن سلمان ولها تأثير على والده، والملك يحبها، كما أنه يحب محمد بن سلمان، ولكن بسبب سوء صحتها، فإنها تقضي القليل من الوقت في السعودية".
وبحسب "الإندبندنت"، فإن ما حصل في العام 1964 عندما تم عزل الملك سعود بعد صراع طويل على السلطة، عندما تحدث غالبية كبار أفراد العائلة المالكة والمؤسسة الدينية في المملكة بصوت واحد وقرروا سحب دعمهم، هذا "قد يحصل مرة أخرى، قريبًا".
وتوقع الأمير "المنشق" أن تحصل مغادرة الملك سلمان من دون إراقة دماء كنوع من "الثورة الداخلية"، مضيفًا "نحن نريد الإصلاح المالي والسياسي، وحرية الفكر وتنظيف نظام العدالة، وتحرير السجناء السياسيين والشريعة الإسلامية الصحيحة".