في المملكةِ.. التكفيرُ هي السّلعةُ الرّائجةُ التي يتداولها الجميعُ، وبإمضاءٍ من شيوخِ الإفتاءِ وأمراءِ الكبتاغون.
غارقون في الفتاوى السّوداء.. وفي التّسبيحِ بحمْدِ الأصواتِ المتطرِّفةِ التي تحتضنُ المقاتلين في مناطقَ النّزاعِ، وتدعوهم للعودةِ إلى الدّيارِ من أجْل المناصحةِ وإعادة توجيه العقول..
مناصحةٌ وجّهت المقاتلين نحو ضفافٍ أخرى من التفجيرِ.. وأعطتهم طاقةً جديدةً نحو الدّاخلِ.. مناصحةٌ أمدّت المتطرّفين بمادةٍ إضافيًٍ للتدميرِ وتفخيخ الأجسادِ ونشْرِ الأشلاءِ في المساجد وأماكن العبادة.
للمتطرفين المقاتلين مناصحةٌ وإعادةُ تأهيلٍ يعقبه إفراجٌ ورعايةٌ وتنظيمٌ للرحلات.. أمّا النشطاءُ والمعارضون السياسيّون فلهم السّيوفُ والمدرّعاتُ والأحزمةُ النّاسفة… معادلةٌ لا تُعْقَل إلا حين يسود التخديرُ في العقول.. ولا يمكن قبولها إلا حين تُسْلَب الأرواحُ سلامتها.. وتُصابُ الأذهانُ بالغيبوبةِ والانحباسِ في الأوهامِ الكبرى…