السعودية / نبأ – أشار تقرير في صحيفة الأخبار اللبنانية إلى ظهور الصراع بين أبناء أسرة آل سعود إلى العلن، في مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الاعلام الغربية خصوصاً، ولفت التقرير إلى أنّ أكثر من ثمانين في المئة من الأمراء يريدون عزل الملك سلمان، وزعم عدد من الأمراء انشقاقهم وعدم مبايعتهم، نيابةً عن الغالبية الصامتة.
وذكر التقرير أنّ الصدام بين الأقلية المؤيدة للملك سلمان وولاة عهده، بالغالبية المعارضة التي تنادي بتعيين أحمد بن عبدالعزيز ملكاً، يؤكد عدم شرعية هذه التركيبة المفصّلة على قياس «السديريين السبعة».
ولفتت الصحيفة إلى أنّ أحمد بن عبدالعزيز يحظى بقبول المؤسسة الدينية وبصفة إنقاذية لقطاع واسع من الأمراء المهمشين. لكن الباحث والناشط السياسي المعارض فؤاد إبراهيم، يرى في حديث إلى «الأخبار» أنه رغم ذلك، قد ﻻ يكون «الأمير المرشح» حصاناً رابحاً لهؤلاء الأمراء، نظراً إلى شخصيته المترددة وغير المبادرة للسلطة بمستوى يشبع تطلعاتهم.
وتابع ابراهيم: ينتظر أحمد رافعة من داخل الأسرة وتأييداً من العلماء ومن وَسط شعبي وازن يمكّنه من الوصول إلى العرش. غير أن إبراهيم يشكك في إتاحة الملك سلمان هذه الفرصة له ما لم ينجح في اقتناص «لحظة تاريخية» ما لإنقاذ العائلة والدولة والعرش.
الصحيفة أشارت إلى أنّ «أصحاب السموّ» المعارضون يروّجون في معركة مواجهتهم لحكم سلمان (الذي يتّسم بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان) بإعلان تبنّي أحمد إصلاحات سياسية وثقافية. الأمير نفسه الذي بعث بـ«رسائل التحذير»، روّج لأحمد في مقابلة لاحقة مع صحيفة «الإندبندنت» (الاثنين الماضي)، بأنه يريد إدخال إصلاحات مثل حرية التعبير، وتطهير النظام القضائي وإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين ليس لديهم أي علاقة بالإرهاب. وقال الأمير، في سياق إتمام «الصفات الملكية»، إن أحمد «متدين، لكنه منفتح»، كون عناصر القوة في معركة كهذه تكمن في مدى إمكانية المرشح التوفيق بين كسب رضى الغرب ورضى الوهابية في آن واحد.
الباحث والناشط السياسي حمزة الحسن، يرى في هذا الصدد في حديث إلى الصحيفة أن الخلاف بين أبناء العائلة الحاكمة بعيد عن «الإصلاحات» المزعومة التي لا تعدّ أولوية لأي من الأمراء، بل هو صراعٌ حول حصص أبناء عبدالعزيز المؤسس لا أكثر. ويشير إلى أن الأمراء المعارضين لا يختلفون عن سلمان بشأن هذه الإصلاحات. «ثورة العائلة المالكة على نفسها لم تحن بعد»، يقول الحسن. ويقول إنّ الكلام عن عزل الملك في القريب غير دقيق وغير موثق، لأنّ من بين الأمراء من استطاع سلمان إسكاته بالمال، ما يعني أنّ حجم المعارضة داخل الأسرة غير معروف. والأمراء يخافون على أرواحهم كما يخشى الناس القمع.
في المقابل، لا ترى المعارِضة السياسية، مضاوي الرشيد، أي أهمية لهذه المعارضة المحصورة بأبناء العائلة الحاكمة، إذ إنّ الوضع في المملكة لن يتغير إن جاء أحمد أو غيره. وتشير الرشيد، في تغريدات لها عبر «تويتر»، إلى أنّ الصراع داخل الأسرة الحاكمة لا يهمّ الشعب، لأنه شعب معزول.