خطّ النّارِ.. وخطّ المفاوضات.. لعبةٌ تُديرها المملكةُ وكأنّها في واحدةٍ من الملاهي اللّيليّة، أو كأنّها في وضْعٍ يُشبه الغارق في أطنان الكبتاغون..
المملكةُ التي تريدُ أن تُثبتَ بأنّها الأقوى.. والأقدرُ.. والأغنى.. تنسى أنها تفعلُ ذلك في ذاتِ اللحظةِ التي تظهرُ فيها على أنّها الأسوأ.. والأوحشُ.. والأكثرُ سقوطاً في المكائدِ والكمائنِ والمتاهات…
وفي المتاهاتِ.. يَغْرِقُ حكّامُ المملكةِ خيوطاً من فنونِ التّيهِ والاستهتارِ بالمواطنين، الذين وجدوا أنفسَهم متّهمين بأنّهم وراءُ أزماتِ المعيشةِ والسّكنِ.. وأنّ أمراءَ “الشبوك” ووزراءَ الفسادِ لا ذنبَ لهم ولا مسؤوليةَ يتحمّلونها وراء ذلك.. أمّا الملكُ الذي يرحلُ ويحلّ محمولاً بألفٍ من الحاشيةِ؛ فلا ضيرَ عليه أن يحْجزَ الفنادقَ الفارهةَ بملايين الدّولارات.. فالمواطنون الذين لا يجدون ماءاً، ولا سكناً، ولا أمْناً، ولا مواطنةً.. عليهم أن يتدبّروا مشاكلَهم بأنفسِهم.. وأن يُعيدوا فكْرَهم، ويُحسّنوا تفكيرَهم، بحسبِ النّصائح الذهبيّة لوزير الإسكان…
إذن.. على المواطنين أن يُصْلِحوا أفكارَهم عاجلاً.. وبدلَ أن يحْلِموا بدولةٍ صالحةٍ نافعةٍ وعادِلة.. فإنّ عليهم أن يقبلوا بالأمر الواقع الذي يقولُ لهم إن مملكةَ القمعِ.. والانتهاكات هي الخيارُ المُتاحُ حالياً…