هي أكثرُ من موجةِ هستيريا.. وهي أكثرُ من حالةِ جنون.
أحكامُ الإعدامات الممتدة من السّعوديّة إلى البحرين هي الجسرُ الواصِلُ بين نظاميْن لا يزالان يُغالِبان الزّمنَ والسُّننَ في التغييرِ العادلِ…
إعداماتٌ تنبيء عن رغبةٍ متوحِّشةٍ في إنزال القتْل على المعارضين والنّشطاءِ، وعلى النّحو الذي جعلَ باحثين يتحدّثون عن اتحادٍ دمويّ بين الرياض والمنامة.. اتحادٌ يؤكّد وِثاقه تمسُّك البحرين والسّعوديّة بسياسةِ العنفِ والقمع.. وملاحقة أيِّ صوتٍ يكسرُ حاجزَ الصّمتِ.. ويُطالبُ بأدنى الحقوقِ التي كفلتها مواثيقُ الأرضِ والسّماء…
في المملكةِ يُعْدَم أولئك الذين آمنوا أنّ زئيرَ الكلمةِ أقوى من الرّصاص.. وفي البحرين يُعْدَم أولئك الذين تمسّكوا بلؤلؤةِ الحريّةِ التي هدمتها قوّاتُ درع الجزيرة…
وفي نقطةِ الالتقاءِ هذه بُشرى أنّ الشّعوبَ لا تموتَ حين تكون عروقُها نبضَ عدالةٍ.. ونبضَ حقيقة… وفي هذه النقطة أيضاً إدانةٌ إلى الأنظمةِ السّوداء التي لا تجدُ عيباً ولا حياءاً ولا أدنى عبوديةٍ في التعلُّق بحمايةِ الأجانب في وجه مشروعها القمعيّ الموجّه ضد شعوبها…
حبالُ المقصلة.. وسيوفُ الموت.. لا تُرْعبُ الأحرار.. وسواء أقدمت هذه الدّولةُ أو تلك على ارتكابِ الحماقةِ.. فإنّ المواطنين في المنطقة الشرقية وفي البحرين الذين دخلوا ربيعَهم ولا زالوا يرفعونه على أكتفاهم؛ لن يتراجعوا قيْد أنملةٍ.. ولا قيْد انكسار…