الحقيقةُ باتت أوضحُ من الشّمس. والنّيرانُ الإرهابيّةُ التي ارتفعت في باريس؛ أضاءت على الحقيقةِ القائلةِ بأنّ أنوارَ الحضارةِ ليس لها من عدوٍّ غير الوحشيّةِ الوهّابيّة التي تُحارِبُ الإنسانَ في كلِّ مكان.
لم يعد خافياً، بعد اليوم، كيف أنّ الأيديولوجيّةَ المتطرِّفة للمملكة هي منبعُ هذا الإرهابِ المعوْلَم الذي يجتاحُ البشرَ في كلِّ مكان.
حقيقةٌ صدّقتها التّجربةُ المريرةُ التي لاحقتِ المواطنين في المملكة على مدى العقودِ الماضية.. تجربةٌ تلوّنت بالدّماءِ والمعاناةِ وسياساتِ التمييز والاضطهاد، حتّى بات ذلك منهجاً معتمَداً لدى الحكّامِ ورجالهم الدّينيين.
وحتّى يحين الوقتُ لفكِّ المملكةِ عن جذورها المتوحِّشة؛ فإنّ كلّ الدّعاياتِ داخل المملكة وخارجها لمحاربةِ الإرهاب المذهبي؛ ستبوء بالفشلِ.. وستكون مجرَّد تطييبٍ للاحتقانِ النّاتِج عن الهجماتِ الغادِرة…
أمّا التحالفاتُ القديمة والجديدة لمكافحةِ الإرهاب؛ فليس لها هي أيضاً من أملٍ في إنجازِ مهمّتها إلا حين تأخذَ بالحسبان ما قاله الرئيسُ الرّوسي بوتين في قمة العشرين الأخيرة.. إن على الدّول الغربيّة أن تفتّشَ عن المجرم الحقيقيّ السّاكن حولها.. والمُتنعِّم بالحمايةِ والرّعاية تحت أكناف سياساتها المزدوجة.. وأحضان أسلحتها المُدمّرة…