العالَمُ على كفِّ "عفريت". الغضبُ الرّوسيّ بدا واضحاً على ملامحِ بوتين وهو يتحسّسُ الظهرَ الذي تلقّى غدْراً تركيّاً، حيث الدّولةُ التي تزوِّدُ الإرهابَ بطاقةِ الاستمرار، كما يقول الرئيسُ الذي أكّد بأنّ إسقاطَ الطائرةَ الروسيّة سيكون له "عواقب وخيمة". أنصارُ الدّمارِ والقتالِ والإرهابِ في سوريا؛ فرحون بالمغامرةِ التّركيّةِ، وهم يظنّون أنّ الدّخولَ في لعبةٍ عسكريّةٍ مع الدّبِ الرّوسيّ من شأنهِ تعديل موازينِ الأرضِ لصالح المعارضة السّوريّةِ التي يُراد لها أن تقبضَ أكثر على الأرضِ ليكون لها الثّقل المأمول حال يأتي أوانُ الجلوسِ على طاولةِ المفاوضاتِ مع النّظام السّوري… الأمريكيّون، وتحت الخفاءِ، يدفعون الأمورَ لتأخذَ مسارَها المرسوم له مسبقاً. بقاؤهم خلف الظّلِ، يعني أنّ الكفَّ الذي تتزاحمُ عليها عفاريتُ الخليجيين وتجّارُ السّلاح؛ من الممكنِ أن تكتوي بنارٍ لم يُحْسَب لها، وأن يأتي القرارُ الذي لم يضعه المقامرون على قائمةِ الخيارات المحتملة… الضّرباتُ التي يتلاقها الرّوس خلف الظهر، في السّماءِ وتحت الطاولات.. لن تمرّ وكأنها مزحةٌ ثقيلة من خصومٍ مبتدئين.. ولكن الأيامَ المقبلةَ وحدَها كفيلةٌ بإظهارِ الكيفية التي سيحسم فيها الرّوس التصرفَ وهم محاطون بين احتمالاتِ الإيقاع في الفخّ من ناحية، وإسقاطِ الهيبةِ في الميدان من ناحيةٍ أخرى….