مقدمة | تُحرِّكُ السّلطاتُ في المملكة الخيوطَ والأخبارَ حول المحكومين بالإعدام

هو أشبه ما يكون بابتزاز المشاعرِ.. وإحراقِ قلوبِ الأمهات والآباء…
تُحرِّكُ السّلطاتُ في المملكة الخيوطَ والأخبارَ حول المحكومين بالإعدام؛ ولكنها لا تُفْصِحُ عن شيءٍ واضح.
تُذيع خبراً مبهماً، ثم تسحبه من التداول، لتعودَ وتُغرقَ أهالي المحكومين باتصالاتٍ تزرعُ في نفوسِهم المزيدَ من القلقَ والترقُّب.

سياسةٌ أصيلةٌ لدى سلطاتٍ لا تُقدِّر حياةَ البشرِ، ولا تُراعي مباديءَ العدالةِ، وأبسطَ معايير حقوق الإنسان..
ولكنّها أيضاً سياسيةٌ مقصودةٌ من أجل مزيدٍ من الانتقامِ، والابتزاز أيضاً…

البلدةُ التي يعجز القمعُ عن إركاعها، وتكاد المركباتُ العسكريّةُ تئنُّ من وطأة صمودِ أهلها.. هذه البلدةُ يُراد أن تكون مُحاطةً بكلِّ التعتيم والتضليل والدماء.. ولا تكتفي السلطاتُ بأنْ تجعلها تحت الحصار اليوميّ والدّائم، وتحت رحمةِ المداهماتِ الهمجيّة.. بل إنها تزيد ذلك باستعمال أرواحِ أبنائها، وعلى رأسهم الشيخ نمر النمر، أداةً لتمريرِ الرسائل وتحريكِ الأوراقِ وجسّ نبضِ الأقربين والأبعدين.. وتلكم فِعْلةٌ لا تقترفها إلا تلك الأنظمةُ التي تضعُ الإنسانَ وكرامته وحرّيته آخرَ همّها.. إلا أنّ الأهالي والمواطنين على موعدٍ مع جمعةٍ تتلوها جمعةٌ لإسقاط مشروع الشيطنة عن العوامية.. والتأكيد على أنّ التضليلَ، كما الإعدامات، لا يمكن أن تنزعَ عن الشرفاءِ والنشطاءِ والأحرارِ كرامةَ الإفصاح عن الحقِّ.. والثّباتِ عليه.. وإلى أنْ يلوحَ في الأفق فرجٌ قريب…