لبنان / نبأ – أکدت صحیفة "الأخبار" اللبنانیة أن سلطات آل سعود باتت منهکة في عدوانها المستمر علی الشعب الیمني، مما یجبرها علی وقف عدوانها هذا. ما الذي یجعل السعودیة توقف عدوانها علی الیمن؟
وکشفت الصحیفة في عددها الصادر الیوم الاثنین عن مساع یبذلها وسطاء دولیون من أجل إنهاء الحرب علی الیمن، وإعلان یبدأ بوقف إطلاق النار یعقبه انسحاب الجیش الیمنی و"اللجان الشعبیة" من الأراضي السعودیة مقابل انسحاب کلي للقوات المحتلة السعودیة والاماراتیة والسودانیة والکولومبیة وغیرها من الجنسیات الموجودة في الجنوب الیمني.
وعددت الصحیفة في تقریر لها جملة من الأسباب التي تدفع نظام آل سعود لوقف عدوانهم علی الیمن، ومنها:
أولاً، فشلها في تحقیق أهدافها المعلنة وغیر المعلنة، ما عدا تدمیر الیمن، وهي ستجد نفسها، مرغمة، علی دفع تعویضات کاملة.
ثانیاً، فشلها في منح عملائها من الیمنیین أي شرعیة شعبیة تکفي لیعودوا إلی إدارة الدولة، أو حتی إلی حیاة سیاسیة عادیة.
ثالثاً، فشلها في بناء عقیدة قتالیة تجعل جیشها قادراً علی حمایة قریة، فکیف علی اقتحام مدن الغیر.
رابعاً، فشلها فی إقناع یمني واحد، بأنها تعمل لأجل مصلحته، بل فشلها، في خفض مستوی الکراهیة عند الیمنیین لحکمها، حتی عند الذین یتعاونون معها.
خامساً، فشلها في إقناع العالم بأنها قادرة علی تحقیق شيء بمفردها. وفشلها الأکبر في جرّ هذا العالم إلی مشارکتها جنونها الدموي.
سادساً، فشلها في إدخال أي تعدیل یسمح لها بأي مکسب فعلي، سیاسي أو مدني أو حتی معنوي.
سابعاً، فشلها في وضع استراتیجیة تنظیم حتی خسائرها.
ثامناً، فشلها في إقناع أي من الدول العربیة الأخری، التي تعیش تحت مظلتها أو المتحالفة معها، علی التقدم خطوة معها فی مشروعها الدموي.
تاسعاً، فشلها في إقناع مواطنیها، بأن لدیهم قیادة ناضجة وحکیمة وقادرة علی حفظ الأرض والثورة والعباد.
وقالت الصحیفة: "ولأن کل هذا الفشل هو من نصیب السعودیة، فإن الوسطاء الدولیین الذین یعملون علی ملف الیمن، باتوا یتحدثون صراحةً عن "تعب السعودیة"، وعن حاجتها إلی من ینقذها ویخرجها من هذا المأزق. وهو أمر ممکن، لکن، لیس علی قاعدة: الله المسامح!".
وأضافت: "أما الإمارات العربیة المتحدة، فهي تحتاج إلی عقد علی الأقل، حتی تستفیق من صدمتها، وتعود إلی وعیها، بعدما عاشت الوهم بأنها قوة جبارة، وبأن الأناشید التي یضجّ بها إعلامها المحلي، حقیقیة وتعبّر عن شيء موجود، وحتی تعي أنها دولة صغیرة، لا یمکنها ادعاء أدوار أکبر منها. وأنها بلد یقاد بالإیجار، ومتی قرر المقیمون فیها، من الذین یبنون ویشغلون وینفقون، أن یتمردوا، لانتهت هذه الحکایة".
وختمت "الأخبار" تقول: 'الیوم، تظهر ملامح فرصة لوقف الجریمة العالمیة المرتکبة في الیمن. لکن السؤال سیکون ملحاً عند الذین توهموا الإنجازات من أبناء الیمن، ولا سیما أبناء الجنوب، وإذا لم یبادروا إلی خطوات نوعیة، فإن الجنوب سیظل مسرحاً لجنون، لن یوقفه حتی تدخل "الشمال".