باحث إسلامي: ثلاث احتمالات لقيام “التحالف الإسلامي” المزعوم

hhالسعودية / نبأ – في تعليق على اعلان المملكة السعودية تشكيل تحالف عسكري "اسلامي" من 34 دولة معظمها ذات غالبية سنية، ابرزها تركيا ومصر وباكستان، بحجة "محاربة الارهاب"، رأى الباحث والكاتب الإسلامي والسياسي عبد الحسن الأمين أنّ ليس من المقدر لهذا الإعلان أن يكون فعالاً، أياً يكن الدافع وراءه، لافتاً إلى أنّه سيكون محكوماً بجملةٍ من اختلاف المواقف والمصالح بين أعضائه كما هو الحال بين تركيا ومصر والسعودية وقطر. 

وأشار الكاتب والباحث الإسلامي في مقال في موقع "مجلة النور" إلى الحلف إلإسلامي في ستينيات القرن الماضي، الذي هيأ الأرض للهزيمة العربية أمام إسرائيل (العام 1967)، حيث كان تعبيراً عن إنقسام الصف العربي إلى معسكرين بقيادتين مصرية (عبد الناصر) وسعودية (الملك فيصل)، ما جعل من الحلف الإسلامي، بنظر الرأي العام العربي الأوسع، حليفاً موضوعياً لإسرائيل ومساعداً لها في عدوانها. وفقاً للكاتب، مشيراً إلى التضامن العربي بقيادة "مصر – سوريا – سعودية" في العام 1973، شكّل الركيزة الصلبة لما عُرِف بأول نصر للعرب في حربهم مع إسرائيل.

ورجّح الأمين ثلاث احتمالات لهذا التحالف، الذي دعت اليه السعودية، أن يكون أولاً، استجابة فورية غير مدروسة لشكوى أميركية لضعف الدور الذي تقوم به دول بعينها، السعودية من أبرزها، في الحرب ضد داعش. مشيراً إلى أنّ ذلك في ظل اتهامٍ بأنها تقدم دعماً كبيراً لداعش وغيرها من المنظمات المصنفة إرهابية. 

ثانياً، أن يكون مقدمة لإقامة بديل للتحالف ضد اليمن في ظل تزايد الظغوطات لإقفال هذا الملف الذي لم ينتج عنه سوى ما لحق باليمن واليمنيين ككل من قتلٍ وخرابٍ ودمار. وأشار ثالثاً، أن يكون تعبيراً عن الفراغ في ساحة الصراع الدائر في ظل الحضور المغير للموازين للتحالف الذي ضم إيران وروسيا ومعهما العراق والنظام في سوريا بالإضافة الى حزب الله وتحالفاته اللبنانية.

ورأى الأمين أن "لا تحالف إسلامي حقيقي وفاعل بدون إيران من جهة والعراق وسوريا من جهةٍ ثانية. فإيران يجب أن نعترف بأنها الدولة الإسلامية الأكثر تأثيراً في الإقليم وعلى صعيدٍ دولي وأنها، بعد توقيع العالم معها اتفاقاً حول ملفها النووي، ستصبح الأكثر مصداقية، وأن الذين اعتاشوا على إعلان العداء لها والتحريض عليها". وقال: "آن لهم أن يعترفوا بالواقع الجديد. وأن يردوا على عروض التعاون التي ما انفكت تطرحها. أوعلى ألأقل أن يفتشوا على باب رزقٍ آخر".