السعودية / نبأ – دعا عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي جون ماكين وليندسي غراهام بداية هذا الشهر (في 1 كانون الأول 2015)، وقبل اعلان السعودية عن تشكيل تحالفها الجديد، إلى تشكيل قوات برية تضم جيوشا عربية، تضم جيوشا عربية على راسها السعودية وتركيا ومصر للتدخل في سوريا، وقدرة القوة بـ100 ألف مقاتل معظمهم من الدول السُنية، بجانب جنود أمريكيين لقتال تنظيم داعش في سوريا، وأضافا أن حشد العدد الأكبر من هذه القوة لن يكون صعبا على مصر.
وردا على سؤال تم توجيهه إلى ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، خلال مؤتمر صحافي في بغداد حول عدد القوة العسكرية اللازمة لقتال تنظيم داعش؟، قال أعتقد أن 100 ألف سيكون الإجمالي المطلوب، مضيفا "حشد هذه القوة لن يكون صعبا على مصر ، وإنما سيكون صعبا على السعوديين، كما سيكون صعبا على الدول الأصغر، ولكن تركيا أيضا يمكن أن تساهم بقوات ضمن هذا العدد المطلوب، بحسب "ماكين".
وكان مرشح الرئاسة الاميركية عن الحزب الجمهوري وعضو لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي السيناتور ليندسي غراهام قال في لقاء اجري معه في التاسع والعشرين من نوفمبر الماضي، أن الخبر السار في هذه القوات هو ان 90% سيأتي من المنطقة و10% من القوى الغربية، فهناك جيوش اقليمية كبيرة في المملكة السعودية ومصر وتركيا سيذهبون الى الحرب اذا وضعنا الرئيس السوري بشار الاسد على الطاولة، لذلك فان معظم القتال سيكون بجيوش المنطقة وسيسددون فاتورة هذه الحرب.
كما قال في وقت سابق(شباط هذا العام) أنّ السعودية وقطر مستعدة للتدخل البري في سوريا شرط إنهاء نظام الأسد. وطالما يدعو هذا المرشح إلى إرسال قوات برية لقتال داعش والأسد معاً في سوريا، ويقول بأن العرب مستعدين لكن بشرط الدعم الأميركي.
وجاء إعلان السعودية تحقيقاً للرغبة الأميركية والاسرائيلية، حيث رحب وزير الدفاع الأمريكي بالتحالف، وقال أنه يتماشى مع دعوات واشنطن لاضطلاع الدول السنية بدور أكبر في محاربة تنظيم داعش.
وكانت مصر دعت إلى تشكيل القوة العربية المشتركة كأحد توصيات القمة العربية الأخيرة في مصر، إلا أن مصيرها ما زال مجهولًا حتى اللحظة، خاصةً مع التطورات الإقليمية الحادثة، كذلك بعد أمر استنجاد حكومة طبرق في ليبيا بالجامعة العربية للتدخل العسكري ضد داعش، وما أثاره ذلك الأمر من تبعات خلافية بين القوى الإقليمية العربية.
وتقرر تأجيل موعد اجتماع وزراء الخارجية والدفاع العرب، والذي كان يستهدف توقيع بروتوكول لإنشاء القوة العربية المشتركة، الذي تجددت الدعوة لتفعيله في الجامعة العربية نهاية الأسبوع الماضي، بناء على طلب حكومات عربية عدة على رأسها مصر والإمارات.
الأسباب وراء هذا التأجيل بحسب مراقبين، تعكس عدم اتفاق في الرؤى بين القوى العربية الكبرى حول الأهداف التي يجب أن تستخدم من أجلها هذه القوة العسكرية المشتركة ، وفي هذا الصدد يجب الإشارة إلى تباين في الرؤية بين المملكة العربية السعودية ودولة مصر.
السعودية تخشى توظيف هذه القوة العربية المشتركة من أجل الأهداف المصرية الإماراتية في ليبيا، والتي تشهد خلافًا عميقًا بين مصر والمملكة حاليًا بعد أن أعلنت السعودية مرارًا رفضها القاطع لأي تدخل عسكري عربي في ليبيا، وكذلك لاقى هذا الرفض السعودي توافقًا غربيًا بعدما رأت القوى الغربية ضرورة إتاحة فرصة للمشروع الدولي لحل أزمة الانقسام بين الليبيين.