السعودية / نبأ – رأت دراسة صادرة عن "مركز بروكنجز" في الدوحة عنوانها: "ما وراء الطائفية: الحرب الباردة الجديدة في الشرق الأوسط"، أن السياسة في الشرق الأوسط هي حرب باردة إقليمية جديدة تتنافس فيها إيران والمملكة العربية السعودية على القوة والنفوذ، وبدل أن تنشأ عن تنافس طائفي، تنتج الحرب الباردة الجديدة عن ضعف الدول العربية وظهور الفراغات السياسية الداخلية حيث يسعى اللاعبون المحلّيون لجلب الدعم الخارجي.
ويقول استاذ العلوم السياسية غريغوري غوس أن الشرق الأوسط (سوريا، ليبيا، العراق واليمن) عاد ليكون منطقة تمزّقها الصراعات، مشيرا إلى أن جزء كبير من هذا القتال حول المحاور الطائفية، ويجيب الكاتب على تساؤلات "لكن هل يمكن فعلاً تفسيرها بكونها مجرد معركة "بين السنة والشيعة"؟ وما الذي يفسر تصاعد العنف في المنطقة كلها؟ وما هو الدور الذي يمكن أو يجب على الولايات المتحدة أن تؤديه؟".
ويوضح غوس أن القوّة العسكرية ليست بالضرورة مفيدة في النزاع الإقليمي كما هي الروابط الأيديولوجية والسياسية العابرة للحدود بين اللاعبين المحليين الرئيسيين. ويشير إلى أن أفضل طريقة لدرء الصراعات هي بإعادة بناء أنظمة سياسية مستقرّة تحدّ من التدخل الخارجي. ونظراً إلى محدوديّة إمكانية الولايات المتحدة بتحقيق ذلك، يوصي غوس بأن تأخذ الولايات المتحدة مقاربة متواضعة تركّز على دعم الدول التي تحكم بالفعل وتعمل بشكل متعدّد الأطراف وتتذكر بأن المصالح الأمريكية الأساسية غير مهددة بشكل مباشر حتى الآن.
ويقول إن تفضيل النظام على الفوضى هو ما ينبغي على واشنطن أن تعمل لتحقيقه، مشددا على أهمية أن تدرك في هذا الشأن أن علاقتها مع السعودية، وعلى الرغم من توترها، تعتبر عنصرا من عناصر الاستقرار الإقليمي، وتستحق أن تدعم حتى لو كانت طمأنة الرياض صعبة أحيانا.
ويؤكد عدم وجود ضغط في واشنطن أو دول الخليج للحد من الدور الأمريكي فيها، فنظرا للاضطرابات الاقليمية والمخاوف المبالغ فيها لدى بعض الدول الخليجية من تخلي الولايات المتحدة عنها هناك أسباب كافية للمحافظة على الهيكلية الأمريكية العسكرية نفسها في الكويت وقطر والإمارات وعمان.
ويضيف "أما في البحرين فهي الحالة الأصعب من بين دول الخليج حيث تملك الولايات المتحدة مرافق عسكرية، وذلك بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة في الجزيرة، لكن ما من محفزات قريبة الأمد لانسحاب عسكري من البحرين في الوقت الراهن، بل من الأفضل المحافظة على الالتزام وتشجيع العناصر في العائلة الحاكمة التي تعمل من أجل نوع من المصالحة السياسية، وإن كانت المصالحة الكاملة قد تتطلب تحسنا في العلاقات السعودية- الإيرانية".
( نبأ / brookings doha center / مرآة البحرين)