مصر / نبأ – أعلنت وازرة الداخلية عصر اليوم الإثنين، ضبط أسامة محمد عثمان مدير دار مكة المكرمة للأيتام، المتهم باستعمال القوة وتعذيب الأطفال داخل الدار.
وأصدرت الوزارة، بيانا مقتضبا ذكرت فيه تمكن قواتها من القبض عليه دون نشر تفاصيل أخرى، عقب إصدار قرار من النائب العام بضبط وإحضار المتهم.
كان المستشار هشام بركات، النائب العام، أمر بسرعة ضبط وإحضار المتهم، الذي تداولت وسائل الإعلام مقاطع مصورة له وهو يعتدي بالضرب والتعذيب على الأطفال النزلاء في هذه الدار، واستكمال إجراءات التحقيق معه، وتقديمه للمحاكمة الجنائية العاجلة على ضوء ما تسفر عنه التحقيقات وفقا لقانون الإجراءات الجنائية.
وكلف فريقا من أعضاء نيابة حوادث الجيزة، بسرعة الانتقال إلى مقر دار الأيتام، ومباشرة التحقيق في شأن ما تم تداوله من مقاطع مصورة؛ حيث أسفرت المعاينة عن وجود 13 طفلا بمقر الدار (10 بنات و3 صبية) أصغرهم يبلغ من العمر 4 أشهر، وأكبرهم 11 عاما، وكان من بينهم 4 من الأطفال المشاهدين بمقاطع الفيديو المصورة الذين تعرضوا للاعتداء. كما تبين للنيابة العامة إيداع 3 آخرين من الأطفال المجني عليهم بدور أخرى.
وقام فريق التحقيق بسؤال الأطفال المجني عليهم.. فقرروا جميعا صحة واقعة تعرضهم للاعتداء من جانب مدير الدار، بالضرب بقسوة شديدة محدثا إصابات ببعض منهم، وتكرر الاعتداء عليهم من ذات المتهم أكثر من مرة على سبيل العقاب، لأسباب واهية، وأن واقعة التعدي المشاهدة بمقاطع الفيديو قد حدثت منذ عام.
ذلك بعد أن كان قد نشر أحد مرتادي موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، فيديو لمدير أحد دور الأيتام بمنطقة الهرم، يتجرد من انسانيته ويقوم فيه بضرب وتعذيب أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثماني سنوات بكل قسوة لفتحهم "الثلاجة" و"التليفزيون" دون إذنه.
واستخدم الشخص الذي ظهر في الفيديو قطعة خشبية انهال بها على أيديهم وأجسادهم وسط دموعهم وتوسلاتهم واعتذاراتهم للكف عن الضرب وركلهم بقدميه دون مراعاة لصغر سنهم وضعف جسادهم وقلة حيلتهم، فلم يتملكوا سوى أن يهربوا بعيدًا لحجراتهم الجافة ليفرغوا آلامهم وأوجعاهم بعد ذلك.
وقال الشخص، الذي نشر مقطع الفيديو الذي انتشر سريعًا بمجرد ظهوره على موقع "يوتيوب" إن دار الأيتام بالهرم والمشهورة باسم "جمعية مكة المكرمة لرعاية الأيتام"، وتقع في شارع الهرم عند مدخل شارع العريش.
ويظهر مدير الدار، والذي يُدعى أسامة محمد عثمان، بحسبما نشر صاحب مقطع الفيديو على موقع "فيس بوك"، وهو يضرب الأطفال بعصا خشبية غليظة، على مؤخرة الرأس واليدين والقدمين والركبتين، كما يركلهم على الأرض بمنتهى القسوة.
الشاب قوى البنية، الذي ظهر في الفيديو يرتدي "تي شيرت" و"بنطلون رياضيًا"، اختبأ منه الأطفال في أحد أركان الغرفة، في انتظار دورهم في العقاب، وبالرغم من صرخاتهم وتوسلاتهم إلا أنه لم يرق قلبه لهم بل ظل يرفع العصا الخشبية ويتهاوى بها على أيديهم ومؤخرتهم ويركلهم ويسبهم بمنتهى العنف.
مقطع الفيديو ومدته دقيقتان و11 ثانية، تم تصويره في الخفاء حيث لم ينتبه الشخص الذي يعذب الأطفال لعدسة الكاميرا التي من المرجح أن تكون كاميرا "موبايل".
(العالم)