مقدمة المسائية | الرياض في طوْر تخريبٍ جديدٍ للعراق

ارتفاع صوتُ السفير السعوديّ في العراق، وبهذه السّرعة، يعني أنّ الرياض في طوْر تخريبٍ جديدٍ للبلاد التي تشكو من إرهابيين يحملون الجنسية السعوديّة…
استدعاء السفير لن يُنهي خطورة التدخل المباشر، والطائفيّ، الذي كشف عنه ثامر السبهان حينما حرَّك المياه الطائفيّة من بوابة الحشد الشّعبي.. فالتصريحات التي أدلى بها السفير ذو الخلفية الأمنية والعسكريّة؛ تُعيد التأكيد على أنّ المملكةَ مصرِّةٌ على إشعال التوتر، وتأجيج الفتن، وإحراق البلدان، ومن غيرِ اكتراثٍ بأحد أو بقانون دوليّ، أو باعتراضاتٍ ونصائح..

هل تفعل المملكة ذلك إمعاناً في الطيْشِ والنّزقِ؟ أم هو توغُّل في الأرضِ المتحرِّكة التي تُدْفعُ إليها كلّما حلّ مسؤول أمريكيّ أرضَها؛ وألهب فيها حماسةً جديدةً على العدوانِ والتفخيخ؟

الأمرُ، في النتيجة، واحدٌ لا يتغيّر. أكانت اندفاعةُ المملكةِ طيشاً في التفخيخ، أو اندفاعاً في الفخّ.. فإنّ المحصّلة تقولُ بأنّ الرياض أضحت أداةً من أدوات التوتر في المنطقةِ، وهي لأجلِ ذلك باتت محلاًّ لكلّ الاعتراض والنقد واللّوم.. حينما يتعلق الأمر بالإرهاب والطائفية.. فعند هذا وهذه.. تجمعُ المملكةُ أسلحتها، وتُبحر أشرعتها، ولو كان الغرقُ والخسران المبين هو المصير المؤكد والمحتوم….