مدينة شيبام الأثرية في محافظة حضرموت شرق اليمن

“غلوبال ريسرش”: السعودية تدمر تاريخ اليمن الثقافي وحضارته

اليمن/ نبأ – قال موقع “غلوبال ريسرش” الإلكتروني الكندي إن الحرب على اليمن بقيادة السعودية “تدمر تاريخ هذا البلد الثقافي”، مؤكدة أن ذلك “ندبة في جبين الحضارة الإنسانية”.

وأضاف “غلوبال ريسرش”، وفقاً لترجمة موقع “البديل” الإلكتروني المصري، أن اليمن “واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وأيضًا من أفقر الدول وأكثرها اضطرابًا في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تواجه أزمة ثقافية صعبة، وتحتوي على العديد من الآثار من مختلف الثقافات، يعود تاريخها إلى ثلاثة آلاف عام”.

وأشار الموقع إلى أن اليمن وعاصمتها صنعاء “مُدرجة على قائمة التراث العالمي لـ”يونسكو”، والآن يظهر على آثارها التشوه جراء سقوط الصواريخ والقصف الجوي، حيث تم هدم نحو ستة آلاف منزل يعود تاريخه إلى تسعة قرون ماضية، وتعرضت أسطح هذه المنازل للضرب بالصواريخ من قِبَل قوات التحالف العربي”.

ويوضح الموقع أنه في منتصف يونيو/حزيران 2015م “قصف التحالف العربي بقيادة السعودية حي القاسمي التاريخي في وسط مدينة صنعاء، ودمر خمسة منازل تاريخية، وقالت إيرينا بوكوفا، المدير العام لـ”يونسكو” (حين ذاك) إن الأضرار التي لحقت بأقدم الآثار الإسلامية أزعجت المنظمة، ودعت جميع الأطراف إلى الحفاظ على المواقع التراثية وإخراجها من دائرة الصراع”.

ويلفت الموقع البحثي إلى أن “هذا الحي يُعَدُّ واحدًا من عشرات المواقع الأثرية التاريخية في اليمن التي دمرتها الحرب، فالبلد الذي عُرِف باسم “اليمن السعيد” لم يعد سعيداً أو محظوظاً كما كان، ويواجه خطر التدمير تاريخيّاً وأثريّاً”.

ونقل “غلوبال ريسرش” عن وكيل الهيئة العامة للحفاظ على المواقع التاريخية في اليمن آمت الرزاق جحاف قولها إن “الغارات الجوية للتحالف دمرت 52 موقعًا أثريّاً، بينها كهف أسد الكمال، وقلعة القاهرة في محافظة تعز، ومعبد العوام ومعبد الشمس، بالإضافة إلى معبد بران، ومقبرة براقش، والسد العظيم، والجدران التاريخية لمدينة صعدة”، متهمة السعودية “بانتهاك اتفاقية لاهاي”، مطالبة بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح.

ويشير الموقع إلى أنه في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2015م أعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن انفجار بالقرب من سور مدينة شيبام الأثرية في محافظة حضرموت شرق اليمن، “وهي مدينة يعود تاريخها إلى القرن 16 الميلادي، تشتهر بالمباني المقامة بالطوب اللبن، ويصل ارتفاعها لأكثر من 30 متراً، في منتصف الصحراء الشاسعة”.

وبحسب “غلوبال ريسرش”، فقد تم تدمير اثنين من أبرز المعالم التاريخية محافظة تعز الجنوبية بسبب القصف، وفي الثالث من فبراير/شباط 2016م قصفت طائرات “التحالف” المتحف الوطني في تعز “والذي يضم مخطوطات نادرة وتحفًا خاصة بعصر ما قبل الإسلام، والتي أحرقت بشكل كامل، كما تعرض سد مأرب في 31 مايو/ايار 2015م للضرب، وتم تدمير النقوش السبئية المحفورة على جدرانه”.

وذكر الموقع إن المدينة “يوجد فيها العديد من المعالم الثقافية الهامة، مثل معبد النخالة، ومعبد أوام، ومقبرة وسد مأرب، والذي يُعتبَر تحفة معمارية، كما تم تدمير عدد من الأضرحة الصوفية والقباب التي بُنِيَت في عام 1158م، بدواعي أنها شرك بالله”.

ويؤكد الموقع أن تدمير عدد من المعالم الفريدة للتراث الثقافي في اليمن “أفقد البلاد جزءاً مهمّاً من حضارتها وتراثها الإبداعي”. ويختتم الموقع بالقول: “المعالم الأثرية المتبقية تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة”. وفي يوليو/تموز 2015م، أدرجت “يونسكو” صنعاء وشيبام على قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالانقراض، “وبالتالي تبعث برسالة إلى الأطراف المتحاربة لوقف تدمير التاريخ، ودق ناقوس الخطر بأن هذه المناطق مهددة بالدمار”، وفقاً لـ”غلوبال ريسرش”.