تركيا/ نبأ – كمرآة للواقع العالم الإسلامي المليء بالشقاءِ والشقاقِ؛ جاءت قمة منظمة التعاون الإسلامي في تركيا. لا مصالحات ولا ومصافحات، ولا بوادر لقراراتٍ قد تساهم في حل أزمات المنطقة العربية والإسلامية التي باتت مستعرة وتهدد وجودها.
القمة التي عقدت تحت شعار: “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”، ضمت أكثر من 50 وفداً، وحضرها نحو 30 زعيما، أبرزهم الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الإيراني حسن روحاني.
لم تحمل القمة أي جديد، وعمِدت وسائل الإعلام إلى إظهار الملك سلمان في وضعيّة القوّة وهي يتحاشى مصافحة روحاني، في مشهدٍ سيطرت عليه لغةُ المراهقة السياسيّة والجنوح إلى العداء.
في بيانها الختامي، أعادت القمة نُذر الأزمات من جديد، وجددت اتهام إيران بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما دان ما وصفه أعمالَ “حزب الله” الإرهابية في اليمن وسوريا والكويت.
في المقابل دعم البيان التحالف السعودي الجديد لمكافحة الإرهاب، ولم ينسَ أن يكيلَ المديح للمملكة وبعباراتٍ مليئة بالتودّد.
وبعيداً عن البيان والكلمات، خابت الأنظار التي كانت تتجه إلى إمكانية التقارب بين قطبي العالم الإسلامي إيران والسعودية، من خلال مصافحة بين الزعيمين، وخاصة بعد المعلومات عما قيل عن وساطة يقودها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وخلال القمة سُلّطت الأضواء على إمكانية حدوث لقاء تركي مصري خلال تسلم وتسليم رئاسة المنظمة، إلا أن الخلافات كانت أعمق، وتحاشى وزير الخارجية المصري أن يمدّ يده لأردوغان ولم يقبل الوفدُ المصري أية ضيافة رسمية في تركيا.
مراقبون وصفوا القمة الإسلامية بأنها الأسوأ منذ تأسيسها، ودفعت البعض للتشاؤم حدّ القول بأنها لن تكون الأخيرة بشكلها الحالي في حال لم تطوق الفتن المذهبية والخلافات السياسية.
وتساءل مراقبون كيف يمكن لمنظمة التعاون الإسلامي أن تساهم في مكافحة الإرهاب، فيما يتبادل أعضاؤها التهم حول دعمه وتزويده بالأيديولوجيا والسلاح!
لم تنجح القمة الإسلامية في إسطنبول في جمع رؤساء الدول الإسلامية المتناحرة في أكثر من صورة. وفيما يصر زعماء الدول على اختيار اتجاهات متباعدة، تستعر النيران في المنطقة دون بوادر لإطفائها قريبا.