منْ ينتظرُ رؤيةَ محمد بن سلمان حول مستقبلِ المملكة في مرحلةِ ما بعد النفط؟
ربّما كان الأجانبُ أكثر اندفاعاً لإطلالاتِ ابن الملك ورغبتِه، أخيراً، في الظهورِ الإعلاميّ. هي فرْصةٌ للإعلامِ الأجنبيّ لتجريبِ شكلٍ جديدٍ من أشكال الاستشراقِ المعكوس، وفي المملكةِ التي تريدُ أن تكشفَ طبقةً واحدةً من غطائها السّميكِ، وبما لا يخدشُ صورتَها، أو يكشفُ ما تسعى لمواراتِه من السّوْءَات…
أمّا المواطنون.. ففي قلقٍ وشكِّ وحَيْرةٍ ينتظرون…
سمعوا الشّابَ من مجلاّتِ الخارج… لم يعرفوا حتّى الساعةَ كيف جرى الكلامُ على لسانِه.. أطال كثيرون النّظرَ في القصورِ التي ظهرَ فيها نجلُ الملك.. ودقّقوا في النعيمِ الذي يسبحُ فيه، متسائلين عمّا إذا كانت رؤيتُه ستكون سبباً لنقْلِ نعيمِه إلى عمومِ النّاس، وعمّا إذا كان ترشيدُه لاستهلاكِ الماءِ والكهرباءِ والثروةِ سينطبقُ على قصورِه التي شوهدت صورُها وهي تتفجّرُ بالأضواءِ والأجهزةِ الكهربائيةِ والإلكترونيةِ وفي كلّ زاويةٍ من القصور.. من مكاتبِها وحتّى بهْوِها وكراجاتِها…
لن يضرّ الناسَ الانتظارُ.. وإذا كان كثيرٌ منهم يضعُ يدَه على قلبِه، وآخرون في جَيْبِه؛ فإن هناك منْ يتحسّسُ رقبتَه ومعْصمَه خشيةَ أن يناله قانونُ الإسكاتِ الذي تريد المملكةُ أن تطبّقه في البلادِ، وقبل إعلانِ رؤيةِ المستقبلِ الموعود، ولكي تضمن الرؤيةُ أنْ لا أحدَ سيعترض على حكمةِ أميرِ الشّبابِ العربيّ، ولكي تجد رؤيةُ الشّابِ الحكيم الإنجاحَ القسريّ لها.. ولو غرقت البلادُ بالسّيول، وبالدّيونِ.. واقتربت أكثر فأكثر من هاويةِ التآكلِ في الهويّةِ والبقاء….