تركيا/ نبأ – لا تزال تداعيات محاولة الانقلاب في تركيا ترشح في اصداء الميدان والسياسة.
عقب حملة التطهير الداخلية التي شنّها الرئيس رجب طيب اردوغان، القضاة، والمدرسين، والائمة، ورجال الامن، وموظفي الدولة، والضباط الكبار والصغار، رشحت العديد من التحليلات عما يتوقع ان يقدم عليه اردوغان على الصعيدين الاقليمي والدولي.
لا يخفى على أحد العلاقات المتوترة بين تركيا وسوريا، ولعل ما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، قد تؤول لصالح المصالحة مع دمشق، والتخفيف من حدة التوتر الناشئ بين الجانبين.
اشار العديد من المراقبين الى امكانية بدء مرحلة من المفاوضات بين الدولتين، وتكون انقرة هي المبادرة لذلك، فتغيير كل توجهات الحكومة التركية، سياسيا وعسكريا، تجاهها، مستندين الى تصريح رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، الذي اشار فيه الى عبثية الحرب في سورية، مؤكدا ضرورة وقف حمامات الدماء، والعودة الى “صفر مشاكل” مع الجيران.
اردوغان ايضاً شدد على تصريحات يلدريم، اذ شدد على ان بلاده ستضع خلافاتها مع دول الجوار خلف ظهرها”، كاشفاً ان حكومته ستتخذ قرارا مهما بعد اجتماع مجلس الامن القومي.
مراقبون اكدوا ان ما يسعى اليه اردوغان ويلدريم هي حل المشاكل مع سوريا، في خطوة منه لوقف المناكفات والمشاكل بين الدولتين، متنبها من طموحات الاكراد في اقامة دولة كردية على طول الحدود الشمالية.
ولفتوا الى ان المعطيات الميدانية تؤكد توجه السياسة التركية، والعوامل بدأت بالتمظهر من خلال التوجه الاعلامي والسياسي المتسارع من قبل حكومة الرئيس اردوغان لمراجعة علاقات الصداقة مع واشنطن، وعدم الاهتمام بالتهديدات الاوروبية.
علاوة على ذلك، حالة “البرود” التي تسود العلاقات التركية السعودية منذ تصريحات يلدريم عن احتمالات اعادة العلاقات بين بلاده وسورية، وكان ارتباك رد الفعل الاعلامي السعودي تجاه الانقلاب الفاشل انعكاس لهذا البرود.
ولعل التقارب التركي الروسي حتميا، وربما يدخل مرحلة من التعاون الاستراتيجي غير مسبوقة، في حال تدهور العلاقات التركية الامريكية، بمقابل تحسن العلاقات الايرانية التركية، مع تواصل الرئيس الايراني بنظيره التركي للتعليق على الاحداث الاخيرة.
ايام قليلة، يمكن ان تفصح عما تضمره خبايا اردوغان الذي فاجأ العالم بخطواته المتسارعة.