حرب اجتثاث تقوم بها الحكومة التركية ضد أتباع غولن

تركيا/ نبأ – حاصدة الارواح في تركيا انطلقت، ولا من يوقفها، سياسة القضاء على جذور المعارضة اتبعتها أنقرة للقضاء على كل من يتبع الداعية المعارض فتح الله غولن.

خطوات تركيا للقضاء على محاولة الانقلاب جعلتها تقضي على جميع القطاعات في البلاد، من قضاء وعسكر واعلام وتربية وتعليم، لم تفلت اي جهة من انياب الحكومة التركية، التي سعت الى اجتثاث جذور فتح الله غولن من البلاد.

جهدت الحكومة في تطهير القطاع العام كله من أي كادر تعتبر عدوًا لها، ولكن الخطوات لم تأتِ من فراغ، فإن حزب العدالة والتنمية كان يمتلك شرعية الدعم الشعبي، بينما كان أنصار غولن لديهم ثقة في أنفسهم أنهم يعرفون كل شيء على نحو أفضل، ومنذ العام 2013م اندلع ما يشبه الحرب الباردة بين الفريقين داخل البلاد، خاصة عندما بدأت تتكشف ملفات الفساد المتغلغل في السلطة.

ما اشتعل بين الجانبين على مدى ثلاث سنوات واكثر، كان من الاسباب الرئيسة لسياسة التطهير الشامل، التي لحقت بالانقلاب الفاشل. وبحسب مراقبين، يمكن القول إنَّ مؤامرة انقلاب 15 يوليو/تموز 2016م كانت أكبر هجوم على الأمة التركية منذ تأسيسها في عام 1923م. لم يحدث في أي انقلاب أو محاولة انقلاب سابقة أن تمّ قصف البرلمان أو سحق المواطنين بالدبابات.

ويشير هؤلاء الى أنَّ الحكومة، إلى جانب رئيس الأركان ومنظمة الاستخبارات الوطنية، وجميع الأحزاب المعارضة الرئيسة ووسائل الإعلام العلمانية السائدة، والعديد من الصحفيين المعارضين لأردوغان ومعظم المنظمات غير الحكومية، جميعهم يتفقوا على أنَّ هذا الانقلاب كان عملية مدبرة من أنصار غولن، كمحاولة أخيرة لإسقاط أردوغان، الذي أصبح العدو الأول لهم.

وكانت منظمة “العفو الدولية” عبّرت عن قلقها من الاوضاع، خاصة أن بعض المشتبه بهم قد تعرّضوا للتعذيب والاغتصاب، وهذا أمر مرعب، مشيرة الى انه يجب على الحكومة أن تمنع كل هذه الجرائم ضد المعتقلين.