إيران/ نبأ – كشف مستشار رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أنه حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة، في مارس/آذار 2015م، من عدم جدوى استخدام الطريقة العسكرية في اليمن، وحذّره من أنها ستقوض أمن المنطقة.
وروى عبد اللهيان لوكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء تفاصيل حوار جرى بينه وبين الجبير في جدة، على هامش اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في مارس/آذار 2015م، قال فيه عبد اللهيان للجبير إنه السعودية “كونها أغنى دولة في العالم العربي تهاجم الدولة العربية الفقيرة والضعيفة وعلاوة على ذلك فهي جارتها، فلا تزال البنى التحتية العسكرية والمعدات في اليمن تتعرض للهجوم، ولا يزال المدنيون والنساء والأطفال يقتلون”.
وتابع عبد اللهيان للجبير قائلاً: “السعودية هي الأخرى تعرضت لخسائر بشرية ومالية، كما عانت البلدان التي دعمتها من خسائر بشرية ومادية، ومع كل ذلك لم نر أن الهجمات العسكرية ساعدت في حل المشكلة بين السعودية واليمن، مع أنه كان يمكن لها أن تحل الأمور بالوسائل السياسية منذ البداية. المملكة السعودية لا تقبل النصح”.
وأضاف عبد اللهيان لـ”سبوتنيك” “لن أنسى أبداً أنني التقيت مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بعد شهر واحد من توليه المنصب ولم يمض على هذا الحديث سوى ثلاث أسابيع فقط، إلا وكانت المملكة قد بدأت هجومها الكاسح على اليمن، وقد قلت له آنذاك: كونوا على يقين بأن الطريقة العسكرية لن تحقق شيئاً، علاوة على ذلك فإنها ستقوض أمن المنطقة. وكانت نتيجة سوء التصرف والحلول التي تفتقد للعقل من أشخاص فرادى من النخبة الحاكمة في المملكة العربية السعودية هي زعزعة الاستقرار وانخفاض مستوى الأمن في المنطقة”.
واعتبر عبد اللهيان أن “الخلافات الحادة بين أعضاء أسرة آل سعود قد أدت إلى عدد من المشاكل الداخلية داخل المملكة نفسها. ويبدو أن محمد بن سلمان قد بدأ الحرب في اليمن لخلق صورة معينة من الولاء والوحدة والاجماع”.
وقال: “بالنسبة إلى بن سلمان كان من المهم جداً كسب الحرب في اليمن. ونتيجة لهذا التكتيك لإخفاء الصراع الداخلي بين أفراد الأسرة الحاكمة، كانت الخطوة التالية بعدما خسر محمد بن سلمان أمل النجاح في اليمن، أن بدأت سياساته في التركيز على “الإيرانوفوبيا”. وأخذ على عاتقه خلق تحالف جديد ضد إيران، من خلال عرض إيران في صورة العدو”.
وأكد أن السعودية “انتهجت سياسات خاطئة تجاه العراق الحديث، أي ما بعد سقوط صدام حسين. فلا أحد يمكنه أن ينكر أن النهج السياسي تجاه العراق بقيادة المملكة أدى إلى عدم الاستقرار وانعدام الأمن في العراق، وأدى إلى ظهور الجماعات الإرهابية”.
وشدد على أن “التعاون بين طهران والرياض حول القضايا الإقليمية يمكن أن يساعد كثيراً على إيجاد حلول سياسية للمشكلات في المنطقة، وهذه الرسالة الإيرانية قد تم تمريرها عبر العديد من الرسل على كثير من المستويات”. كما ذكّر بأن “اجتماعات البرلمان الإيراني أعلنت مراراً وتكراراً أنه ينبغي على السلطات السعودية التركيز على الحكمة والعقلانية واغتنام الفرص للتخلي عن سياسة تدمير المنطقة وإيران واختيار مسار التسوية”.