الولايات المتحدة/ نبأ – قال الكاتبين في موقع “بلومبرغ” الأميركي ستيفن دينيس وروكسانا تيرون إن السعودية “فقدت نفوذها في الولايات المتحدة ولم يعد لها النفوذ نفسه الذي كانت تتمتع به في الأعوام الماضية”، وأن “هذه هي الرسالة التي أوصلها رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى الحكومة السعودية”.
وأضاف الكاتبَيْن في تقرير نشر يوم الأربعاء 21 سبتمبر/أيلول 2016م أنه “في ضربة محرجة للمملكة، يصوت النواب الأربعاء على إجراء لمنع بيع صفقة أسلحة بقيمة 1.15 مليار دولار إلى السعودية، ومن المتوقع أن يتم خلال الأسبوع المقبل تجاوز الفيتو الرئاسي الذي يلوح في الأفق ضد مشروع قانون الدعوى الخاص بـ11 سبتمبر وينتقد المملكة بقوة”.
ولفتا إلى أن “نفوذ السعوديين على الرأي العام في الكونغرس وفي الولايات المتحدة بلغ أدنى مستوياته، بعدما كانت الرياض حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بموارد مالية هائلة، لكنالسعودية تواجه الآن انتقادات متزايدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في قاعات مبنى الكابيتول بسبب تصدير الوهابية، وتوسع الحرب في اليمن باستخدام أسلحة أمريكية وسجل سيء في حقوق الإنسان”.
وأضافا أن “هناك تغييراً كبيراً آخر هو أن صادرات النفط السعودي إلى الولايات المتحدة بلغت أدنى مستوياتها منذ ست سنوات في عام 2015م، وذلك بفضل طفرة في العرض في أميركا الشمالية”.
ويقول الكاتبين: “حتى الرئيس باراك أوباما أقدم مؤخرا على توجيه انتقاد علني غير معتاد إلى السعوديين، متهما إياها علناً بتأجيج الاضطرابات والحروب بالوكالة في الشرق الأوسط، وكل هذا يختلف تماماً عن عام 2001م، في الأسابيع والأشهر التي تلت هجمات 11 سبتمبر، حيث كان المشرعين والمسؤولين في إدارة جورج دبليو بوش يدافعون جنبا إلى جنب عن المملكة”.
واعتبرا أن “تزايد النشاط المتطرف والهجمات في بلجيكا جعلت الولايات المتحدة تضيق ذرعا بالوهابية السعودية، وهو ما يدفع البيت الأبيض الآن للتخلي عن السعوديين”، موضحاً أنه “لم يعد للمملكة العربية السعودية أصدقاء في الولايات المتحدة سوى زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، الذي أعلن الثلاثاء (20 سبتمبر/أيلول) أنه سيؤيد بيع الأسلحة، وأضاف: أعتقد أنه من المهم للولايات المتحدة الحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية لأطول وقت ممكن”.
وحليف السعودية الأكثر ولاء في الكونغرس السيناتور ليندسي غراهام، قال في مقابلة أخيراً مخاطباً المرشح دونالد ترامب: “إذا كنت ترغب في تدمير العلاقة مع السعودية، توخي الحذر مما ترغب فيه”، بحسب ما يذكر الكاتبان، حيث أنه خلال الحملة الانتخابية، وجه ترامب كلمات قاسية إلى السعودية.
ويتابع دينيس وتيرون قائلين: “على النقيض، يقول “رقم 2″ في مجلس الشيوخ الجمهوري، جون كورنين، الذي ساعد في قيادة المعركة للسماح للعائلات بمقاضاة السعودية، إنه لا يزال يدعم بيع الأسلحة، مضيفا: تتماشى مصالحنا في كثير من الأحيان مع السعودية، وليس في كل وقت”.
وعن أسباب تغير العلاقة السعودية الأميركية، يقول الكاتبان: “أخيراً حدث زيادة في إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة وهذا يجعل الأميركيين يشعرون بحرية أكبر في انتقاد السعودية، ويجعل السعوديين يشعرون بأنهم أكثر عرضة لأن تدير الولايات المتحدة ظهرها على السعودية. كما أنه في انتفاضات الربيع العربي في عام 2011م شعرت الولايات المتحدة أن الحكومة السعودية كانت في الجانب الخطأ من التاريخ، وهذا فضلاً عن العلاقة المعقدة بين المملكة والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب”.
المصدر: موقع “وطن سرب”