السعودية / نبأ – تراهن سوريا على أن مسعى التنظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية” لإعادة تشكيل الشرق الأوسط سيدفع في نهاية المطاف الغرب المعادي إلى التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره الخيار الوحيد للتصدي لهذا الخطر.
وتهيمن الجماعات التكفيريّة الآن في سوريا على ما تسمّى بالمعارضة المفككة. وثاني أقوى هذه الجماعات هي جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا والتي أدى تنافسها مع التنظيم الإرهابي المسمى بـ”الدولة الإسلامية” إلى اقتتال داخلي بين الجماعات المسلحة أنفسها.
وأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بالإجماع يوم 15 أغسطس آب الجاري يدرج فيه جبهة النصرة والتنظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية” على القائمة السوداء. لكنه على النقيض لم يستطع ان يتفق على اتخاذ أي إجراء أو تحرك ضد الأسد خلال السنوات الثلاثة الماضية.
وبث التلفزيون السوري جلسة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وقال فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري إن قرار مجلس الأمن “يمثل إرادة المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب.”
وقال إن سوريا لن تتردد في التعاون مع اي دولة في محاربة الارهاب الا من يدعون محاربته وهم يمولونه ويدعمونه ويرعونه قاصداً بذلك دول الخليج الداخلة بالعباءة السعودية.
وتبدو السعودية – المعادية بقوة للنظام السوري- قلقة بدرجة متزايدة من قوة التنظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية”، بينما يعتقد المراقبون ان تفسير السلطة الدينيّة الاسلام المتمثل بالمذهب الوهابي (وهو أشد المذاهب وأقربها من التكفير) والذي تتبناه الرياض هو السبب في انتشار التشدد السني ونشوء هذه الجماعات التكفيريّة المسلحة، لكن السلطة السياسية والدينيّة ي المملكة تحاولان غسل أيديهما من الفكر التكفيري، فقد أدرجت هذه التنظيمات على قائمة الإرهاب، وأدان مفتي السعودية من جهته التنظيم الإرهابي “الدولة الإسلامية” والقاعدة هذا الاسبوع باعتبارهما العدو الاول للاسلام.
ويقول المراقبون حسبما تشير التقارير إلى أنّ السعودية مصدر تمويل لـ”داعش”، واتهم زعيم الديمقراطيين الليبراليين السابق في بريطانيا كل من قطر والسعودية بالتمهيد لهذه الحرب الدينية، قائلاً: «الموضوع يتعلق بتوسيع الحرب السنية الشيعية، والجهاديون من السنة، وبتمويل من السعودية وقطر، هم تمهيد لهذه الحرب».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية ماري هارف ان الولايات المتحدة -التي يقلقها وصول تمويل الى ما يسمّى بـ”الدولة الاسلامية” من متعاطفين معها- تعمل مع حكومات المنطقة لحملها على مزيد من التضييق على التمويل.
والمقاتلون التكفيريون الآخرون في سوريا في حالة تراجع. فهم يقاتلون تحت مظلة “الجبهة الاسلامية” ويواجهون ضغطا نتيجة لتقدم مسلحي ما يسمّى بـ”الدولة الاسلامية” شمالي حلب وهي مدينة سورية رئيسية تطوقها القوات الحكومية ايضا.
وينظر الى الجيش السوري الحر الذي كان في وقت من الأوقات الامل الرئيسي للغرب حسبما يسمّيها أوباما بـ”المعارضة معتدلة” للأسد على انه الان فقد أهميته.
وأضاف ان الدول الغربية التي صورت الاسد كشيطان ستجد من الصعب اعادة التواصل معه. لكن له أصدقاء سيضغطون من أجل السير طريق إيقاف دعم المتشددين من قبل الدول المشار إليها بأصابع الإتهام، ومن الأصدقاء الذين سيضغطون رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي.
وقال لانديس “يحتاج الاسد الى تقديم نفسه كشريك للولايات المتحدة وان يساعد في الترويج لمقوله ستطرحها بلا شك ايران ورئيس الوزراء العراقي الجديد: أنه لا يمكنك ان تكون ضد الإرهاب وضد الاسد في آن.”
وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إن طهران تعتبر من المؤثر والمفيد فتح قنوات للحوار مع الرياض لحلحلة أزمات المنطقة.
(نبأ / رويترز)