اليمن/ نبأ- على بُعد ساعات من موعد تنفيذ مبادرة جون كيري، ترزح المبادرة الأميركية على حافة المخاوف من ردة الفعل السعودية في تكثيف الحملات العسكرية على اليمنيين، قبل وصول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض. بالتزامن مع إعلان الرفض من قبل وفد الرياض للمبادرات الدولية الساعية لحل يرضي جميع الأطراف وينهي الحرب المستمرة قرابة العامين.
لم يسمح وفد الرياض لليمنيين والعالم بتنفس الصعداء، إثر إعلان وزير الخارجية الأميركية جون كيري المستعجل، عن التوصل إلى اتفاق مبدئي لحل الأزمة اليمنية، حتى علا صوت الحكومة التابعة للرياض برئاسة عبد ربه منصور هادي لتعلن رفضها الاتفاق. رفضٌ التفّت حوله التكهنات بما ستؤول إليه الظروف الميدانية، مع تولي ترامب الرئاسة.
في سياق البصمة الأخيرة، وضع مراقبون خطوة كيري الفعّالة بشأن الأزمة اليمنية، بصمة أراد أن يتركها الوزير الأميركي المغادر لمنصبه بعد فترة وجيزة، إلاّ أنه أبى الترحال قبل أن يضع الأوراق في عهدة السعودية، ويعطيها الضوء الأخضر بوقف العدوان. رمى كيري ورقته الأخيرة كمبادرة جديدة من الإمارات بعد أن انتجتها مباحثات يومين في سلطنة عمان.
المباحثات العمانية مع كيري، ولّدت خريطة طريق، تستند على تسليم السلطة لهادي إلى نائب أقل انقسامية مقابل انسحاب أنصار الله من المدن اليمنية الرئيسية.
مراقبون حمّلوا واشنطن وزر نجاح مبادرة كيري، فنجاح المبادرة مرتبط بقدرة الولايات المتحدة في الضغط على السعودية لوقف عدوانها عن اليمن، في وقت علت التكهنات بأن رفض وفد الرياض للمبادرة يشي بتصعيد العمليات العدوانية للتحالف السعودي على اليمنيين.
مايكل هورتون، المحلل البارز في الشؤون العربية في مؤسسة "جيمس تاون" الأميركية، أعرب عن مخاوفه من تكثيف السعودية لحملتها الجوية في اليمن قبل أن يرث ترامب الملف، خاصة أن السعودية تأمل في إدارة الوجه الأميركي الجديد على لعله يفضل استمرار الحرب في اليمن.
وتبدو النوايا السعودية في تكثيف ضربات العدوان في دفع قوات التحالف بتعزيزات عسكرية جديدة إلى شرق صنعاء، في مسعى لتحقيق تقدم جديد على الأرض، بالتزامن مع عرض بن دغر على أنصار الله السلام والمشاركة في إدارة الفترة الانتقالية إلى حين انتخاب رئيس جديد، مقابل انسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة إلى طرف ثالث موثوق به والقبول ببقاء الفار هادي إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية، وهو ما وصفه بسلام "لا غالب ولا مغلوب".
تقرير سناء إبراهيم