ارتفعت أسعار النفط مجدداً قرب مستوى خمسين دولاراً للبرميل، مع تزايد تفاؤل المستثمرين حيال اتفاق "أوبك" لخفض الإنتاج، واحتمال توافق الأعضاء حول خطة مشتركة قبل اجتماع المنظمة نهاية الشهر الجاري في فيينا.
سهام علي
لا تزال قضية أسعار النفط تتفاعل عالمياً، استباقاً لاجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في فيينا المزمع عقده نهاية الشهر الجاري للتوصل إلى موقف مشترك بشأن فرض قيود على إنتاج النفط.
الاقتصاد السعودي يعتمد بدرجة كبيرة على النفط الذي لا يزال متعثرا، فتعاني المملكة عجزا في الميزانية للعام الثاني بعد عجز قياسي بلغ 98 مليار دولار العام الماضي إضافة إلى جمود اقتصادي بما اضطرها إلى اتخاذ تدابير تقشفية شملت تخفيض رواتب موظفي الحكومة.
صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية حذرت من أن فشل اجتماع أوبك، سيعني وقف الاتجاه الصعودي للأسهم السعودية، وعودة التشاؤم للمستثمرين السعوديين والأجانب.
ولفتت الصحيفة إلى أن مؤشر بورصة الأسهم السعودية (تداول) ارتفع بأكثر من 20% منذ أن أصدرت المملكة سندات بقيمة 17,5 مليار دولار من السندات الشهر الماضي.
وخففت الشهية الدولية القوية على السندات السعودية من المخاوف بشأن قدرة المملكة على توفير سيولة تعزز بها النمو المحلي.
الصحيفة الأميركية رأت في هذا الصدد أن الفشل في التوصل إلى اتفاق خلال اجتماع أوبك هذا الشهر لن يشكل فقط ضغطا على أسعار النفط الخام، لكنه سيؤدي أيضا إلى تآكل مصداقية السعودية كزعيم للمنظمة النفطية.
وتأمل أوبك في انجاز صفقة تقليص إنتاج النفط الأسبوع المقبل؛ وهو الأمر الذي دافعت المملكة عنه بقوة منذ سبتمبر الماضي متراجعة عن سياسة الدفاع على حصتها السوقية التي انتهجتها منذ صيف العام ألفين واربعة عشر عبر ضخ النفط الخام إلى مستويات قياسية على الرغم من وفرة المعروض في السوق.
ويقول مراقبون اقتصاديون ان المملكة تحتاج إلى سوق أسهم حيوي حتى تكون قادرة على رفع رأس المال وتنمية الاقتصاد، الذي يعتمد إلى حد كبيرعلى الإنفاق الحكومي.