تحمل جولة الملك سلمان الخليجية والتي بدأها بزيارة الإمارات ويختتمها بالكويت، رسائل عديدة في برنامجها ومضمونها وتوقيتها، في ظل جدل متجدد بشأن أهمية فكرة تحول دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد، على الرغم من أنّ ذلك من الصعب أن يتخطى أوراق الجرائد.
تقرير سهام علي
اعتبر رئيس الوزراء البحريني، خليفة بن سلمان آل خليفة، أن "القمة الخليجية هذه تأتي وسط تحديات متزايدة، مشيراً إلى أن التعاون الخليجي أمر مصيري.
وأكد نواب بحرينيون أن الاتحاد خطوة مهمة لتعزيز قوة الخليج عسكرياً واقتصادياً، مشيرين الى أن القمة الخليجية تركز على "تقوية البيت الخليجي".
أما على صعيد العلاقات السعودية القطرية، فقد أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن بلاده تربطها بالسعودية وشعبها أعمق الأواصر الأخوية وأمتنها وأشدها رسوخاً، خلال تصريح بمناسبة زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الدوحة، حيث قدم سيف الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، مؤسس دولة قطر الى الملك كهدية تذكارية.
المشاكل الأمينة والتحديات الاقتصادية التي تواجه بعض الدول الخليجية وعلى رأسهم السعودية، والضياع الخليجي في ظل ضبابية الادراة الاميركية الجديدة، دعت الرياض إلى البحث عن مجلس تعاون خليجي يشبه الاتحاد السياسي والاقتصادي.
ونتيجة لمجموعة من القضايا الداخلية في دول المجلس والتطورات الإقليمية، ترى العائلات المالكة في الخليج من خلال عدسات مختلفة، أنّ خطتهم لإنشاء الاتحاد الخليجي يقع على نتائج واهية.
الملك سلمان وخلال جولته الخليجية تجاهل سلطنة عمان، العضو المؤسس في مجلس التعاون، واسقطها من جولته الخليجية متعمدا، ما يعني أن ما تحدث عنه وزير مجلس الشورى البحريني غانم البوعيني، حول الاتحاد الخليجي سيكون حاضراً للمناقشة في القمة، وأن هذا الاتحاد قد يتم من دون مسقط، اذ سيكون المحور الرئيسي لهذه القمة المقبلة، وعدم زيارة الملك سلمان لمسقط يؤكد استبعادها من هذا الاتحاد، مثلما يعكس هذا الاستثناء أزمة صامتة بين الرياض ومسقط.
وفي ظل تسليط الضوء الإعلامي على إبعاد عمان عن واجهة الاتحاد الخليجي المزعوم.. قررت أطراف خليجية انضمام الاردن الى مجلس التعاون بهدف تقارب الأهداف الأردنية الخليجية، بحيث أن الرؤية الأردنية للأزمة السورية لا تختلف كثيراً عن نظيراتها الخليجية، فضلاً على العلاقة الوطيدة مع الاحتلال الذي يسعى الخليج إلى مثلها، ولذا فالطريق بات ممهداً لإعادة ترسيم العلاقة الخليجية – الأردنية على أرضية القبول بالأردن كدولةٍ مصلحية.
كما أن التباين بين عمان وبقية دول الخليج يمكن فهمه ببساطة في ظل أن أحد الدوافع الرئيسية لإنشاء هذا الاتحاد هو حاجة دول المجلس إلى تبني صيغ جديدة لمواجهة التهديدات المتنامية، وعلى رأسها إيران.
قمة المنامة ستكون ايضاً قمة الاستعداد لمواجهة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يريد فرض الجزية على دول مجلس التعاون، والسعودية بالذات، ومقدارها ربع دخلها من العوائد النفطية كثمن للحماية.
يحاول الاعلام السعودي إبراز فكرة الاتحاد الخليجي في القمة في محاولة لشرح تردي الحالة السياسية والاقتصادية في دول الخليج وعلى رأسها السعودية. الكلام عن الاتحاد في ظل هذه الظروف أشبه باعتراف أمام المرآة، بأن دول الخليج لم يعد متحدة، في حين دول الإقليم تغرد خارج السرب السعودي.