إلغاء الاتفاق النووي بتبدّل الوجه الأميركي يزعزع الثقة في المجتمع الدولي

تأييد مجلس الشيوخ الأميركي تمديد العقوبات على طهران خطوة من شأنها إلغاء الاتفاق النووي الإيراني الموقع العام الماضي مع السداسية الدولية. ردة الفعل الإيرانية على إعادة الاتفاق إلى الصفر لا يبدو أنها تتوقف على العودة إلى ما قبل الاتفاق.

تقرير هبة العبدالله

تحديات خطيرة يواجهها الاتفاق النووي بعد قرار مجلس الشيوخ الأميركي تمديد الحظر المفروض على إيران لمدة عشرة أعوام أخرى.

تؤكد إيران أنها قد التزمت بتنفيذ بنود هذا الاتفاق المتعلقة وتشدد في الوقت نفسه على أن قرار الحظر الأميركي يمثل إنتهاكاً صارخاً للاتفاق الذي حظي بتأييد ومصادقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

يحق لطهران أن تتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي تطالب فيها بمقاضاة أمريكا إزاء انتهاكها للاتفاق النووي، حيث ورد في البندين 26 و29 أنه لا يحق إعادة العقوبات التي تمّ تعليقها أو لغوها في الاتفاق النووي.

خرق الاتفاق النووي من قبل أميركا سيؤدي إلى زعزعة الثقة بها لدى المجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى، ويثبت أنها لا تلتزم بتعهداتها وبالقوانين والمقررات الأممية، وتتخذ قرارات تتعارض مع هذه القوانين لتحقيق مآرب تنسجم مع سياستها الداخلية والخارجية.

تؤكد طهران أيضاً أن الاتفاق النووي هو اتفاق دولي، حيث وقّعت عليه بالإضافة إلى أميركا الدول الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الدولي بالإضافة إلى ألمانيا، ولهذا لا يحق لواشنطن أن تنفرد باتخاذ أي قرار من شأنه أن يعرض هذا الاتفاق إلى الاهتزاز. وأي خرق أميركي للاتفاق يضع الولايات المتحدة في مواجهة الاتحاد الأوروبي بشكل علني.

إيران هددت باتخاذ إجراءات عاجلة ومؤثرة رداً على القرار الأميركي تمديد القانون الذي يستهدف قطاع الطاقة والصناعة النفطية والغازية في إيران والذي كان من المقرر أي ينتهي مع نهاية ديسمبر الحالي.

قرار إعادة فرض العقوبات سيعمق الأزمة السياسية بين طهران وواشنطن وسيفقد الأخيرة فرصة التوصل إلى حلول لأزمات المنطقة وخاصة في أزمتي سوريا واليمن ويفسح المجال لتحرك لاعبين آخرين مثل السعودية وإسرائيل.

الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن الشعب الايراني لن يسمح للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي، مضيفاً أن اميركا لن تستطيع ان تؤثر على ارادة الإيرانيين.

وفي كلمة له في جامعة طهران اليوم الثلاثاء بمناسبة يوم الطالب الجامعي قال روحاني "ان ايران تواجه 6 دول في القضية النووية بعضها صديقة وبعضها عدوة مثل اميركا ولا نختلف على ذلك لأن اميركا تستغل كل فرصة للضغط علينا.

واكد الرئيس روحاني ان لا خلافات داخلية في ايران حول الرد على انتهاك الاتفاق النووي، فاذا قام الرئيس الاميركي بالتوقيع على قرار الكونغرس وحتى اذا تم تعليق القرار بعد التوقيع فإن لنا رد على ذلك.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف في إجتماع مشترك مع رجال الأعمال الإيرانيين والصينيين على أنه لا يوجد سقف في تعزيز العلاقات بين ايران والصين.

ظريف أشار إلى الزيارة التاريخية للرئيس الصيني إلي طهران قائلا إن الرئيسان الإيراني والصيني قررا في تلك الزيارة تحويل هذ النوع من العلاقات إلى العلاقات الاستراتيجية وهذا يدل علي إرادة الجانبين على تعزيز العلاقات بين البلدين.

ونوه ظريف إلى أن إيران تعتبر الصين شريكا استراتيجيا لها مؤكدا أن العلاقات بين الجانبين ستواصل بشكل أفضل في المستقبل.

إلى ذلك، بحث السفير الايراني في روسيا مهدي سنائي مع رئيس اللجنة الاقتصادية الاوراسية "تيركان سركيسيان" سبل التجارة الحرة بينهما.

سنائي بحث مع سركيسيان توسيع التعاون التجاري بين الجانبين ومتابعة اتفاقية التجارة الحرة بين ايران واوراسيا.

واشار سركيسيان الى المباحثات حول التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين ايران وهذا الاتحاد التي من المقرر تقديم تقرير عنها في نهاية 2016 لرؤساء الدول الاعضاء في الاتحاد، قائلا، ان ايران من الدول الهامة لنا في العلاقات مع الاتحاد الاورواسي.