أكد تقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” أن خطط اقتصاد ما بعد النفط التي طرحها ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تواجه “جموداً فكرياً وثقافياً” وخاصة في الأماكن الريفية من البلاد.
تقرير دعاء محمد
تواجه محاولات السعودية الخروج من أزمتها الإقتصادية عقبات عدة، فإضافة إلى العجز المتراكم والمخاوف الإجتماعية، ثمة ثقافة محافظة منتشرة في الأرياف، تواجه خطط بن سلمان، بحسب ما يقول الكاتب في وكالة “بلومبرغ” غلين كاري.
وأشار كاري في مقال نشرته الوكالة على موقعها الإلكتروني إلى أن “الرؤية الإقتصادية لولي ولي العهد الشاب محمد بن سلمان، تواجه مشكلة الفروق ما بين المدن الرئيسة التي تتشكل فيها السياسة والمناطق الحضرية النائية”.
وأوضح الكاتب أن “المجال الصناعي في المملكة لا يزال غير متجانس، والنفط يدفع الاقتصاد تماماً، كما لا تزال النسخة المتشددة من الإسلام تهيمن على ثقافة البلاد”، ويشير أيضاً إلى أنه “على النقيض من مواقف رجال الأعمال في مدينة جدة، ففي قلب محافظة القصيم، يتناقش الطلاب حول التغيير المطرح”، مؤكداً أنه “لم يبد الكثير منهم ارتياحاً، وخاصة فيما يتعرض للقيم”.
واعتبر كاري أن “القائمين على الخطط على عجلة من أمرهم وأنهم لم يخطّطوا جيدًا لاحتواء رد فعل الجمهور”، ورأى أن هذا “يشكّل خطراً على ولي ولي العهد الذي شرع في محاولته لتحويل المملكة، في وقت تشتعل فيه الاضطرابات في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.
وشدد على أنه “إذا لم ينجح بن سلمان في إقناع الكتلة المحافظة والدينية، فقد يواجه خطر تصاعد المعارضة حتّى من داخل الأسرة المالكة”.
وأجرى كاري استطلاعاً للرأي أظهر التناقض بين آراء في مناطق السعودية المختلفة، حيث أجمع أهالي منطقة القصيم وبينهم الشبان على “أهمية القيم التقليدية والإسلامية”، إلا أنه أكد أن هذا الواقع “تزيده سيطرة الفكر المتشدد على الهيئات الحكومية”.