توسع مصر دائرة علاقاتها مع الدول محاولة إيجاد بدائل عن خسارتها للعلاقة مع السعودية، حيث اتجهت نحو الأردن وإيران لبحث قضايا مكافة الإرهاب، معتبرة أن السعودية ليست أهلاً لهذه المهمة.
سناء ابراهيم
في وقت يزداد الشرخ في العلاقات بين السعودية ومصر، تتكشّف تحركات الأخيرة لتوطيد علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة من شأنها أن تساعدها في تحقيق مصالحها، متخذة من مواضيع “مكافحة الإرهاب” والسعودية وتركيا، عناوين للقاءات سرية مع مسؤولين أردنيين وإيرانيين.
وكشفت صحيفة إيرانية عن لقاء جمع رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران ياسر عثمان مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ما يشير إلى التقارب القوي بين القاهرة وطهران، إذ تمت مناقشة العديد من القضايا الاقليمية. وأشار مراقبون إلى أن هذا اللقاء يعيد صفحة جديدة من العلاقات بين الجانبين، كانت متقلبة على مر السنوات، موضحين أن الابتعاد بين الرياض والقاهرة لعب دوراً في التقارب بين طهران والقاهرة.
وضمن وثيقة عرضها موقع إلكتروني، تم الكشف عن تفاصيل اجتماع بين السفيرين المصري والأردني لدى واشنطن، تم خلاله مناقشة “مكافحة الإرهاب” والسعودية وتركيا وإيران وتنظيم “داعش”، وأوضحت السفيرة الأردنية أن نظيرها المصري ياسر رضا أبدى اهتمامه بزيارة الملك الأردني إلى الولايات المتحدة، مشيداً بمواقف الأردن اتجاه مصر. هذا.
وأشارت السفيرة إلى أن رضا اعتبر أن السعودية ودول الخليج “يحاولون التقرّب من تركيا بعد أن أحيت واشنطن دورها في المنطقة وبدأت بتحريكها، وأن دول الخليج ينظرون إليها على أنها الحامية لهم من إيران، على الرغم من أن التهديد التركي أخطر من الإيراني”، معتبراً أن الأردن ومصر “قادرتان على لعب دور كبير جداً فيما يخص محاربة الفكر المتطرف، بينما لا تستطيع السعودية القيام بذلك”.
يبدو أن مصر والسعودية لا تريدان الإقرار بحجم الأزمة في العلاقات بينهما على الرغم من وضوحها، حيث نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري وجود خلاف بين بلاده والمملكة، بينما حمّل رئيس المخابرات السعودي الأسبق أنور عشقي مواقف القاهرة من سوريا واليمن فضلاً عن قضية الجزر المصرية، مسؤولية الخلافات بين البلدين، معتبراً أن الثنائية بين الرياض والقاهرة “لم ينطفئ نورها بعد”.